295

Sharh Nukhbat al-Fikr by al-Khudayr

شرح نخبة الفكر

Daabacaha

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

ومثال المرفوع من فعله تصريحًا ما نقله عنه الصحابة من رمله في الطواف، وسعيه الشديد في السعي، ومنه قول الصحابي: "كان آخر الأمرين من رسول الله ﷺ ترك الوضوء مما مسته النار"، ومنه قول الصحابي أو غيره: كان رسول الله ﷺ يفعل كذا أو يترك كذا؛ لأن كلًا من فعله وتركه ﵊ شرع يقتدى به فيه، ومثال المرفوع من التقرير تصريحًا كأن يقول الصحابي: فعلت أو فعل بحضرة النبي ﷺ كذا، ولا يذكر إنكاره لذلك، ومنه قول الصحابي: "أكل الضب على مائدة رسول الله ﷺ"، خالد بن الوليد اجتر الضب فأكله والنبي ﵊ ينظر إليه، فلم ينكر عليه، وهذا من تقريره ﵊، هذا إذا كانت الإضافة إلى النبي ﵊ صريحة، أو تكون الإضافة إلى النبي ﵊ حكمًا لا صراحة، ومن ذلك قول الصحابي: "كنا نفعل كذا أو كنا نقول كذا في عهد رسول الله ﷺ"، فقد قطع أبو عبد الله الحاكم وغيره من أهل الحديث أن ذلك من قبيل المرفوع، قال ابن الصلاح: "وبلغني عن أبي بكر البرقاني: أنه سأل أبا بكر الإسماعيلي عن ذلك فأنكر كونه من المرفوع"، والأول هو الذي عليه الاعتماد؛ لأن ظاهر ذلك مشعر بأن رسول الله ﷺ اطلع على ذلك وقررهم عليه، وتقريره أحد وجوه السنن المرفوعة.
وقد استدل جابر بن عبد الله ﵁ على جواز العزل بأنهم كانوا يفعلونه والقرآن ينزل، ولو كان مما ينهى عنه لنهى عنه القرآن، هذا إذا أضاف الوقت إلى النبي ﵊، في عهد رسول الله ﷺ، أما إذا قال الصحابي: كنا نفعل كذا من غير إضافة إلى زمن النبي ﵊ فجزم ابن الصلاح بأنه من قبيل الموقوف، لكن ذهب العراقي وابن حجر والسيوطي إلى أنه مرفوع أيضًا، وهو اختيار النووي.

9 / 19