Raadiyadii ugu dambeeyay halkan ayay ka soo muuqan doonaan
Sharh Nahj Balagha
Ibn Abi Hadid d. 656 AHوقد تصدر لشرح كتاب «نهج البلاغة» كثيرون من العلماء والفضلاء؛ ذكر السيد هبة الله الشهرستانى (1) أنها تنوف على الخمسين شرحا؛ ما بين مبسوط ومختصر؛ منهم أبو الحسين البيهقي، والإمام فخر الدين الرازي، والقطب الراوندي، وكمال الدين محمد ميثم البحراني؛ من المتقدمين، وحبيب بن محمد بن هاشم الهاشمى والشيخ محمد عبده ومحمد نائل المرصفى من المتأخرين.
ولكن أعظم هذه الشروح وأطولها، وأشملها بالعلوم والآداب والمعارف وأملؤها؛ هو شرح عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائنى؛ صنفه برسم خزانة مؤيد الدين أبى طالب محمد بن أحمد العلقمى، وزير المستعصم بالله، آخر ملوك العباسيين. «كان من فضلاء الشيعة وأعيانهم ببغداد، مائلا للآداب مقربا للأدباء، وكانت له خزانة كتب فيها عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب» (2) .
شرع في تأليفه في غرة شهر رجب من سنة أربع وأربعين وستمائة، وأتمه في سلخ صفر من سنة تسع وأربعين وستمائة؛ فقضى أربع سنين وثمانية أشهر، وكانت كما يقول:
«مقدار مدة خلافة أمير المؤمنين عليه السلام» ؛ وكسره على عشرين جزءا.
ولما فرغ من تصنيفه أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبى المعالى إلى ابن العلقمى، فبعث إليه بمائة دينار وخلعة سنية وفرس؛ فكتب إلى الوزير:
أيا رب العباد رفعت ضبعى # وطلت بمنكبى وبللت ربقى
وزيغ الأشعري كشفت عنى # فلم أسلك بنيات الطريق
Bogga 10