Sharh Nahj Balagha
شرح نهج البلاغة
Tifaftire
محمد عبد الكريم النمري
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
وضرب عمر رجلا بالدرة ، ثم ظهر له أنه لم يأت جرما ، فقال له : اقتص مني ، فقال : بل أدعها لله ولك ، قال : ما صنعت شيئا ؛ إما أن تدعها لي فأعرف ذلك لك ، أو تدعها لله وحده . وقال الحسن : لقد صبحت أقواما ، إن كان أحدهم لتعرض له الكلمة لو نطق بها لنفعته ونفعت أصحابه ، ما يمنعه منها إلا مخافة الشهرة ، وإن كان أحدهم ليمر فيرى الأذى على الطريق فما يمنعه أن ينحيه إلا مخافة الشهرة .
وقال الفضيل : كانوا يراؤون بما يعملون ، وصاروا اليوم يراؤون بما لا يعملون .
وقال عكرمة : إن الله تعالى يعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله ، لأن النية لا رياء فيها .
وقال الحسن : المرائي يريد أن يغلب قدر الله تعالى ، هو رجل سوء ، يريد أن يقول الناس : هذا صالح ؛ وكيف يقولون وقد حل من ربه محل الأردئاء ، فلا بد لقلوب المؤمنين أن تعرفه .
وقال قتادة : إذا راءى العبد ، قال الله تعالى لملائكته : ' انظروا إلى عبدي يستهزئ بي ' .
وقال الفضيل : من أراد أن ينظر مرائيا فلينظر إلي .
وقال محمد بن المبارك الصوري : أظهر السمت بالليل ، فإنه أشرف من سمتك بالنهار ، فإن سمت النهار للمخلوقين ، وسمت الليل لرب العالمين .
وقال إبراهيم بن أدهم : ما صدق الله من أحب أن يشتهر .
ومن الكلام المعزو إلى عيسى بن مريم عليه السلام : إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ، وليمسح شفتيه ، لئلا يعلم الناس أنه صائم . وإذا أعطى بيمينه ، فليخف عن شماله ، وإذا صلى فليرخ ستر بابه ، فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق .
ومن كلام بعض الصالحين : آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة .
وروى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' بحسب المرء من الشر ، إلا من عصمه الله من السوء ، أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه ، إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ' .
وقال علي عليه السلام : تبذل لا تشتهر ، ولا ترفع شخصك لتذكر بعلم ، واسكت واصمت تسلم ، تسر الأبرار ، وتغيظ الفجار .
وكان خالد بن معدان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة .
وراى طلحة بن مصرف قوما يمشون معه نحو عشرة ، فقال : فراش نار ، وذبان طمع .
Bogga 107