Sharh Nahj Balagha
شرح نهج البلاغة
Tifaftire
محمد عبد الكريم النمري
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
وأشرط نفسه ، أي هيأها وأعدها للفساد في الأرض .
وأوبق دينه : أهلكه . والحطام : المال ، وأصله ما تكسر من اليبيس . ينتهزه : يختلسه . والمقنب : خيل ما بين الثلاثين والأربعين .
ويفرعه : يعلوه . وطامن من شخصه ، أي خفض . وقارب من خطوه : لم يسرع ومشى رويدا .
وشمر ثوبه : قصره . وزخرف من نفسه : حسن ونمق وزين ، والزخرف : الذهب في الأصل .
وضئولة نفسه : حقارتها ، والناد : المنفرد . والمكعوم ، من كعمت البعير ، إذا شددت فمه . والأجاج : الملح .
وأفواههم ضامزة ، بالزاي : أي ساكنة ، قال بشر بن أبي حازم :
لقد ضمزت بجرتها سليم . . . مخافتنا كما ضمز الحمار
والقرظ : ورق السلم ، يدبغ به ، وحثالته : ما يسقط منه .
والجلم : المقص تجز به أوبار الإبل . وقراضته : ما يقع من قرضه وقطعه .
فإن قيل : بينوا لنا تفصيل هذه الأقسام الأربعة .
قيل : القسم الأول من يقعد به عن طلب الإمرة قلة ماله وحقارته في نفسه .
والقسم الثاني : من يشمر ويطلب الإمارة ويفسد في الأرض ويكاشف .
والقسم الثالث : من يظهر ناموس الدين ويطلب به الدنيا .
والقسم الرابع : من لا مال له أصلا ، ولا يكاشف ، ويطلب الملك ولا يطلب الدنيا بالرياء والناموس ، بل تنقطع أسبابه كلها فيخلد إلى القناعة ، ويتحلى بحلية الزهادة في اللذات الدنيوية ، لا طلبا للدنيا بل عجزا عن الحركة فيها ، وليس بزاهد على الحقيقة .
فإن قيل : فههنا قسم خامس ، قد ذكره عليه السلام ؛ وهم الأبرار الأتقياء ، الذين أراق دموعهم خوف الآخرة .
قيل : إنه عليه السلام إنما قال : إن الناس على أربعة أصناف ، وعنى بهم من عدا المتقين ، ولهذا قال لما انقضى التقسيم : وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع ، فأبان بذلك عن أن هؤلاء خارجون عن الأقسام الأربعة .
في ذم الرياء والشهرة
واعلم أن هذه الخطبة تتضمن الذم لكثير ممن يدعي الآخرة من أهل زماننا ، وهم أهل الرياء والنفاق ، ولابسوا الصوف والثياب المرقوعة لغير وجه الله .
وقد ورد في ذم الرياء شيء كثير ، وقد ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم .
Bogga 105