Sharh Nahj Balagha
شرح نهج البلاغة
Tifaftire
محمد عبد الكريم النمري
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
قال إبراهيم الثقفي : فخرج حجر بن عدي حتى مر بالسماوة - وهي أرض كلب - فلقي بها امرأ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم الكلبي - وهم أصهار الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام - فكانوا أدلاءه في الطريق وعلى المياه ، فلم يزل مغذا في أثر الضحاك ، حتى لقيه بناحية تدمر ، فواقعه فاقتتلوا ساعة ، فقتل من أصحاب الضحاك تسعة عشر رجلا ، وقتل من أصحاب حجر رجلان ، وحج الليل بينهم . فمضى الضحاك ، فلما أصبحوا لم يجدوا له ولأصحابه أثرا .
وكان الضحاك يقول بعد : أنا ابن قيس ، أنا أبو أنيس ! أنا قاتل عمرو بن عميس .
قال : وكتب في أثر هذه الوقعة عقيل بن أبي طالب إلى أخيه أمير المؤمنين عليه السلام ، حين بلغه خذلان أهل الكوفة ، وتقاعدهم به : لعبد الله علي عليه السلام من عقيل بن أبي طالب . سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإن الله حارسك من كل سوء ، وعاصمك من كل مكروه ، وعلى كل حال ؛ إني قد خرجت إلى مكة معتمرا ، فلقيت عبد الله بن سعد بن أبي سرح في نحو من أربعين شابا من أبناء الطلقاء ، فعرفت المنكر في وجوههم ، فقلت : إلى أين يا أبناء الشانئين ! أبمعاوية تلحقون ! عداوة والله منكم قديما غير مستنكرة ؛ تريدون بها إطفاء نور الله ، وتبديل أمره فأسمعني القوم وأسمعتهم ، فلما قدمت مكة ، سمعت أهلها يتحدثون أن الضحاك بن قيس أغار على الحيرة ، فاحتمل من أموالها ما شاء ، ثم انكفأ راجعا سالما . فأف لحياة في دهر جرأ عليك الضحاك ! وما الضحاك ! فقع بقرق ! وقد توهمت حيث بلغني ذلك أن شيعتك وأنصارك خذلوك فاكتب إلي يابن أمي برأيك ، فإن كنت الموت تريد ، تحملت إليك ببني أخيك ، وولد أبيك ، فعشنا معك ما عشت ، ومتنا معك إذا مت ؛ فوالله ما أحب أن أبقى في الدنيا بعدك فواقا .
وأقسم بالأعز الأجل ، إن عيشا نعيشه بعدك في الحياة لغير هنئ ولا مرئ ولا نجيع ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
Bogga 71