214

Sharh Nahj Balagha

شرح نهج البلاغة

Tifaftire

محمد عبد الكريم النمري

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1418 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز : وذكر الراوي - وهو جعفر بن سليمان - أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة ؛ فلما قدم المدينة قال : إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ! قال : فكلم عمر أبو بكر ، فقال : إن أبا سفيان قد قدم ، وإنا لا نأمن شره ، فدع له ما في يده ، فتركه فرضي .

وروى أحمد بن عبد العزيز أن أبا سفيان قال لما بايع عثمان : كان هذا الأمر في تيم ، وأنى لتيم هذا الأمر ! ثم صار إلى عدي فأبعد وأبعد ، ثم رجعت إلى منازلها ، واستقر الأمر قراره ، فتلقفوها تلقف الكرة .

قال أحمد بن عبد العزيز : وحدثني المغيرة بن محمد المهلبي قال : ذاكرت إسماعيل بن إسحاق القاضي بهذا الحديث ، وأن أبا سفيان قال لعثمان : بأبي أنت ! أنفق ولا تكن كأبي حجر ، وتداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة ، فوالله ما من جنة ولا نار - وكان الزبير حاضرا ، فقال عثمان لأبي سفيان : اعزب ، فقال : يا بني أههنا أحد ! قال الزبير : نعم والله لا كتمتها عليك - قال : فقال إسماعيل : هذا باطل . قلت : وكيف ذلك ؟ قال : ما أنكر هذا من أبي سفيان ، ولكن أنكر أن يكون سمعه عثمان ، ولم يضرب عنقه . وروى أحمد بن عبد العزيز ، قال : جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام ، فقال : وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش ، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلا ورجالا ، فقال علي عليه السلام : طالما غششت الإسلام وأهله فما ضررتهم شيئا ! لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك ، لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلا ، لما تركناه .

وروى أحمد بن عبد العزيز ، قال : لما بويع لأبي بكر كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي وهو في بيت فاطمة ، فيتشاورون ويتراجعون أمورهم ، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة عليها السلام ، وقال : يابنت رسول الله ، ما من أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا منك بعد أبيك ، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن آمر بتحريق البيت عليهم . فلما خرج عمر جاؤوها ، فقالت : تعلمون أن عمر جاءني ، وحلف لي بالله إن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، وايم الله ليمضين لما حلف له ، فانصرفوا عنا راشدين . فلم يرجعوا إلى بيتها ، وذهبوا فبايعوا لأبي بكر .

Bogga 28