176

Sharh Nahj Balagha

شرح نهج البلاغة

Tifaftire

محمد عبد الكريم النمري

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1418 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

ومن شعر الحماسة أيضا :

أخوك أخوك من ينأى وتدنو . . . مودته وإن دعي استجاب

إذا حاربت حارب من تعدي . . . وزاد غناؤه منك اقترابا

يواسي في كريهته ويدنو . . . إذا ما مضلع الحدثان نابا

في الصدق والأريحية

ثم إنه عليه السلام ذكر أن لسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خيرا له من المال يورثه غيره . ولسان الصدق هو أن يذكر الإنسان بالخير ، ويثنى عليه به ، قال سبحانه : ' واجعل لي لسان صدق في الآخرين ' .

وقد ورد في هذا المعنى من النثر والنظم الكثير الواسع ، فمن ذلك قول عمر لابنة هرم : ما الذي أعطى أبوك زهيرا ؟ قالت : أعطاه مالا يفنى ، قال : لكن ما أعطاكم زهير لا يبليه الدهر ، ولا يفنيه الزمان .

ومن شعر الحماسة أيضا :

إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد . . . بفضل الغنى ألفيت ما لك حامد

وقل غناء عنك مال جمعته . . . إذا كان ميراثا وواراك لاحد

وقال يزيد بن المهلب : المال والحياة أحب شيء إلى الإنسان ، والثناء الحسن أحب إلي منهما ، ولو أني أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن يكون لي أذن أسمع بها ما يقال في غدا وقد مت كريما .

وحكى أبو عثمان الجاحظ عن إبراهيم السندي ، قال : قلت في أيام ولايتي الكوفة لرجل من وجوهها - كان لا يجف لبده ولا يستريح قلمه ، ولا تسكن حركته في طلب حوائج الناس ، وإدخال السرور على قلوبهم ، والرفق على ضعفائهم ، وكان عفيف الطعمة - : خبرني عما هون عليك النصب ، وقواك على التعب ؟ فقال : قد والله سمعت غناء الأطيار بالأسحار ، على أغصان الأشجار ، وسمعت خفق الأوتار ، وتجاوب العود والمزمار ، فما طربت من صوت قط طربي من ثناء حسن على رجل محسن ، فقلت : لله أبوك فلقد ملئت كرما ، وقال حاتم :

أماوي إن يصبح صداي بقفرة . . . من الأرض لا ماء لدي ولا خمر

تري أن ما أنفقت لم يك ضرني . . . وأن يدي مما بخلت به صفر

أماوي ما يغني الثراء عن الفتى . . . إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

بعض المحدثين :

من اشترى بماله . . . حسن الثناء غبنا

Bogga 196