164

Sharh Nahj Balagha

شرح نهج البلاغة

Tifaftire

محمد عبد الكريم النمري

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1418 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

واعلم أن كلام أمير المؤمنين عليه السلام وكلام أصحابه وعماله في واقعة الجمل ، كله يدور على هذه المعاني التي اشتملت عليها ألفاظ هذا الفصل ؛ فمن ذلك الخطبة التي رواها أبو الحسن علي بن محمد المدائني ، عن عبد الله بن جنادة ، قال : قدمت من الحجاز أريد العراق ، في أول إمارة علي عليه السلام ، فمررت بمكة . فاعتمرت ، ثم قدمت المدينة ، فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ نودي : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، وخرج علي عليه السلام متقلدا سيفه ، فشخصت الأبصار نحوه ، فحمد الله وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال : أما بعد ، فإنه لما قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، قلنا : نحن أهله وورثته وعترته ، وأولياؤه دون الناس ، لا ينازعنا سلطانه أحد ، ولا يطمع في حقنا طامع ؛ إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا ، فصارت الإمرة لغيرنا . وصرنا سوقة ، يطمع فينا الضعيف ؛ ويتعزز علينا الذليل ؛ فبكت الأعين منا لذلك ، وخشنت الصدور ، وجزعت النفوس . وايم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعود الكفر ، ويبور الدين ، لكنا على غير ما كنا لهم عليه ، فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا ، ثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي ، فبايعتموني علي شين مني لأمركم ، وفراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم ، وبايعني هذان الرجلان في أول من بايع ، تعلمون ذلك ، وقد نكثنا وغدرا ، ونهضا إلى البصرة بعائشة ليفرقا جماعتكم ، ويلقيا بأسكم بينكم . اللهم فخذهما بما عملا أخذة رابية ، لهما ولا تنعش لهما صرعة ، ولا تقل لهما عثرة ، ولا تمهلهما فواقا ، فإنهما يطلبان حقا تركاه ، ودما سفكاه . اللهم إني اقتضيك وعدك ، فإنك قلت وقولك حق : ' ثم بغي عليه لينصرنه الله ' اللهم فأنجز لي موعدك ، ولا تكلني إلى نفسي ، إنك على كل شيء قدير ، ثم نزل .

خطبته عند مسيره إلى البصرة

Bogga 184