Sharh Nahj Balagha
شرح نهج البلاغة
Baare
محمد عبد الكريم النمري
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
وفي كثير من النسخ : إلى الله أشكو ، فمن روى ذلك وقف على المواريث ، ومن روى الرواية الأولى وقف على قوله : إلى الله ، ويكون قوله : من معشر ؛ من تمام صفات ذلك الحاكم ، أي هو من معشر صفتهم كذا .
وأبور أفعل من البور : الفاسد ، بار الشيء ، أي فسد ، وبارت السلعة ؛ أي كسدت ولم تنفق ، وهو المراد ههنا ، وأصله الفساد أيضا .
إن قيل : بينوا الفرق بين الرجلين اللذين أحدهما وكله الله إلى نفسه ، والآخر رجل قمش جهلا ، فإنهما في الظاهر واحد .
قيل : أما الرجل الأول ، فهو الضال في أصول العقائد ، كالمشبه والمجبر ونحوهما ، ألا تراه كيف قال : مشغوف بكلام بدعة ، ودعاء ضلالة ، وهذا يشعر بما قلناه ؛ من أن مراده به المتكلم في أصول الدين ، وهو ضال عن الحق ، ولهذا قال : إنه فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من قبله ، مضل لمن يجيء بعده . وأما الرجل الثاني فهو المتفقه في فروع الشرعيات ، وليس بأهل لذلك ، كفقهاء السوء ألا تراه كيف يقول : جلس بين الناس قاضيا .
وقال أيضا : تصرخ من جور قضائه الدماء ، وتعج منه المورايث .
فإن قيل : ما معنى قوله في الرجل الأول : رهن بخطيئته ؟ قيل : لأنه إن كان ضالا في دعوته مضلا لمن اتبعه ، فقد حمل خطاياه ، وخطايا غيره ، فهو رهن بالخطيئتين معا ، وهذا مثل قوله تعالى : ' وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ' .
إن قيل : ما معنى قوله : عم بما في عقد الهدنة ؟ قيل : الهدنة أصلها في اللغة السكون ، يقال : هدن إذا سكن ، ومعنى الكلام أنه لا يعرف ما في الفتنة من الشر ، ولا ما في السكون والمصالحة من الخير .
ويروى : بما في غيب الهدنة ، أي في طيها وفي ضمنها . ويروى : غار في أغباش الفتنة ، أي غافل ذو غرة .
وروي : من جمع ، بالتنوين فتكون ما على هذا اسما موصولا ، وهي صلتها في وضع جر لأنها صفة جمع ، ومن لم يرو التنوين في جمع حذف الموصوف ، تقديره : من جمع شيء ما قل منه خير مما كثر ، فتكون ما مصدرية ، وتقدير الكلام : قلته خير من كثرته ، ويكون موضع ذلك جرا أيضا بالصفة .
ومن كلام له في ذم اختلاف العلماء في الفتيا
Bogga 173