Sharh Nahj Balagha
شرح نهج البلاغة
Baare
محمد عبد الكريم النمري
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
وكذلك قوله :
ما لرجل المال أضحت . . . تشتكي منك الكلالا
وقول أبي تمام :
وكم أحرزت منكم على قبح قدها . . . صروف النوى من مرهف حسن القد
وكقوله :
بلوناك ، أما كعب عرضك في العلا . . . فعال ، ولكن خد مالك أسفل
فإنه لا مناسبة بين الرجل والمال ، ولا بين الصوت والمال ، ولا معنى لتصييره للنوى قدا ، ولا للعرض كعبا ، ولا للمال خدا ، وقريب منه أيضا قوله :
لا تسقني ماء الملام فإنني . . . صب قد استعذبت ماء بكائي
ويقال : إن مخلدا الموصلي بعث إليه بقارورة يسأله أن يبعث له فيها قليلا من ماء الملام ، فقال لصاحبه : قل له يبعث إلي بريشة من جناح الذل لأستخرج بها من القارورة ما أبعثه إليه .
وهذا ظلم من أبي تمام لمخلد ، وما الأمران سواء ، لأن الطائر إذا أعيا وتعب ذل وخفض جناحيه ، وكذلك الإنسان إذا استسلم ألقى بيديه ذلا ، ويده جناحه ، فذاك هو الذي حسن قوله تعالى : ' واخفض لهما جناح الذل ' ألا ترى أنه لو قال : واخفض لهما ساق الذل ، أو بطن الذل لم يكن مستحسنا ! ومن الاستعارة المستحسنة في الكلام المنثور ، ما اختاره قدامة بن جعفر في كتاب الخراج نحو قول أبي الحسين جعفر بن محمد ثوابة في جوابه لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون عن المعتضد بالله ، لما كتب بإنفاذ ابنته قطر الندى التي تزوجها المعتضد ، وذلك قول ابن ثوابة هذا : وأما الوديعة فهي بمنزلة ما انتقل من شمالك إلى يمينك ، عناية بها وحياطة لها ، ورعاية لمودتك فيها . وقال ابن ثوابة لما كتب هذا الكتاب لأبي القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد : والله إن تسميتي إياها بالوديعة نصف البلاغة .
وذكر أحمد بن يوسف الكاتب رجلا خلا بالمأمون ، فقال : ما زال يفتله في الذروة والغارب حتى لفته عن رأيه .
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي : النبيذ قيد الحديث ، وذكر بعضهم رجلا فذمه ، فقال : هو أملس ليس فيه مستقر لخير ولا شر .
Bogga 135