204

Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1412 AH

[النص]

غايته (1). والدنيا مضماره (2)، والقيامة حلبته، والجنة سبقته (3) (منها في ذكر النبي صلى الله عليه وآله) حتى أورى قبسا لقابس (4)، وأنار علما لحابس (5)، فهو أمينك المأمون، وشهيدك يوم الدين وبعيثك نعمة (6). ورسولك بالحق رحمة. اللهم أقسم له مقسما من عدلك (7)، واجزه مضاعفات الخير من فضلك. اللهم أعل على بناء البانين بناءه، وأكرم لديك نزله (8)، وشرف لديك منزلته. وآته الوسيلة وأعطه السناء والفضيلة (9)، واحشرنا في زمرته غير خزايا (10) ولا نادمين ولا ناكبين (11)، ولا ناكثين (12)، ولا ضالين، ولا مضلين، ولا مفتونين (وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم إلا أننا

[الشرح]

(1) يريد الموت عن الشهوات البهيمية والحياة بالسعادة الأبدية كما يعلم من قوله رفيع الغاية، وإلا فالموت المعروف غاية كل حي (2) لأنها مزرعة الآخرة من سبق فيها سبق في الأخرى (3) سبقته: جزاء السابقين به (4) أورى أوقد. والقبس بالتحريك الشعلة من النار تقتبس من معظم النار. والقابس آخذ النار من النار. والمراد أن النبي أفاد طلاب الحق ما به يستضيئون لاكتشافه (5) الحابس من حبس ناقته وعقلها حيرة منه لا يدري كيف يهتدي فيقف عن السير. وأنار له علما أي وضع له نارا في رأس جبل ليستنقذه من حيرته (6) بعيثك مبعوثك (7) المقسم كمقعد ومنبر: النصيب والحظ (8) النزل بضمتين ما هئ للضيف لأن ينزل عليه (9) السناء كسحاب الرفعة (10) خزايا جمع خزيان من خزى إذا خجل من قبيح ارتكبه (11) عادلين عن طريق الحق (12) ناكثين ناقضين للعهد

Bogga 204