Sharh Muqaddimah fi Usul al-Tafsir by Ibn Taymiyyah
شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية
Daabacaha
دار ابن الجوزي
Daabacaad
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٨ هـ
Noocyada
وقد روى قتادة (ت:١١٧)، وابن زيدٍ (ت:١٨٢) عن النبيِّ ﷺ مرسلًا أنه بيتُ اللهِ في السماءِ، وأنه يدخله في اليوم سبعونَ ألفَ ملَكٍ لا يعودونَ إليه. وزادَ قتادةُ (ت:١١٧): تحته الكعبةُ، لو خَرَّ لخَرَّ عليها.
وفي الصحيح من حديثِ المعراجِ أنَّ رسول اللهِ ﷺ رأى إبراهيمَ ﵇ في السماءِ السابعةِ، مُسندًا ظهرَه إلى البيتِ المعمورِ، وأنه يدخله سبعونَ ألفَ ملَكٍ لا يعودونَ إليه (١).
وقد ذكر ابن حجرٍ (ت:٨٥٢) أنه قد ورد عن الحسنِ ومحمد بن عباد بن جعفر أنَّ البيت المعمور: الكعبةَ، وقال: «والأول أكثرُ وأشهرُ» (٢).
وإذا حللَّتَ هذه الأقوالَ فإنكَ ستجدُ الآتي:
أنَّ الحديثَ الواردَ عن النبيِّ ﷺ في البيتِ المعمورِ ليسَ فيه إشارةٌ إلى الآيةِ؛ أي أنَّ النبي ﷺ لم يقصدْ تفسيرَ الآيةِ مباشرةً، ولكنَّ هذا الأثرَ يُستفادُ منه في بيانِ المرادِ بالقسمِ في هذه الآيةِ، لأنَّ القسمَ بالبيتِ المعمورِ قد يحتملُ الكعبةَ؛ لأنها بهذه الصِّفةِ، فهي معمورةٌ بالطائفينَ والقائمينَ والركَّعِ السجودِ.
ولكن تواردَ جمهورِ السَّلفِ على أنه البيتُ الذي في السماءِ، مع ما في هذا الحديثِ من ذكر له يجعلُ القولَ الصوابَ أنَّ المرادَ به بيتُ السماءِ.
ومن هنا فالبيتُ الذي في السماء من علمِ الغيبِ، فما المقبول من وصفِه فيما وردَ في الآثار؟
١ - أنه بيتٌ في السماء السابعة (٣).
٢ - أنَّ إبراهيمَ مسندٌ ظهره إليه.
(١) رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أنس بن مالكٍ.
(٢) فتح الباري (٦:٣٠٩).
(٣) ورد في طرق حديث المعراج غير ذلك، لكن هذا هو الصحيح.
1 / 172