فالجواب: أن هذا موضع مشكل، ولا يكاد يحققه إلا مثل الفارسي وأصحابه من المتأخرين، وسيبويه ﵀ من المتقدمين وأصحابه. فإنهم يقولون إنها لا موضع لها من الإعراب، لا رفع ولا نصب ولا جر. فإذا منعوا من ذلك بطل أن تكون معمولة لعامل من العوامل كلها، اللفظية والمعنوية، لأنها إنما دخلت للفصل لا غير. وهي زائدة كزيادة «ما» و«لا» اللذين هما حرفان يدخلان زائدين. ولذلك شبه سيبويه ﵀ هذه المضمرات إذا كن فصلًا بهذين الحرفين فألحقها بالحروف. وأطلق بعض المحققين لأجل ذلك على هذه الأسماء أنها حروف لما أجراها سيبوبه مجرى «ما» و«لا» اللذين هما حرفان زائدان. وهذا تصريح من صاحب الكتاب عليها بالحرفية، فوجب لذلك ألا تكون معمولات إذا كن فصلا. وما عداها مما ليس بفصل فمعمول بلا إشكال، على ما قدمناه.
وكل هذه المضمرات معارف. وإنما كانت كذلك لأنها لم تضمر
1 / 159