وأما قولنا: «ومنها نوع [تاسع] رفعه بالألف، ونصبه وجره بالياء المفتوح ما قبلها. وهو كل اسم مثنى، مثل الرجلين والمرأتين».
فإن هذا هو النوع التاسع. والعلة في إعراب التثنية بالحروف، أن المثنى أكثر من الواحد فجعل إعرابه بشيء أكثر من إعراب الواحد، ولا أكثر من [١٢] الحركة إلا الحرف. والعلة في اختصاص المرفوع بالألف دون الواو/، التي هي علامة الرفع، أنهم لو أعربوا المثنى في الرفع بالواو لالتبس بالجمع. ولو بقوا الفتحة قبل الواو في التثنية، كما بقوا الضمة قبل الواو في الجمع، لالتبس بجمع المقصور. لأن جمع المقصور يكون ما قبل الواو فيه مفتوحًا إذا قلت: المصطفون والمجتبون. فإن قيل: فأي ليس يكون في هذا ونون التثنية مكسورة ونون الجمع مفتوحة؟ . قيل: النون عارضة تزول في الإضافة فيبقى الالتباس. فلذلك عدل عن إعراب رفع التثنية بالواو إلى الألف، فقيل: جاءني الرجلان والمرأتان. وفي الجر: مررت بالرجلين والمرأتين، وكذلك النصب. والمنصوب محمول على المجرور دون المرفوع. وإنما حمل على المجرور دون المرفوع لأن النصب أخو الجر. وإنما كان أخاه لأنه يوافقه في كناية الإضمار من نحو: رأيتك، ومررت بك، ورأيته، ومررت به. وهما جميعًا من حركات الفضلات - أعني الجر والنصب - والرفع من حركات العمد. فلذلك حمل المنصوب على المجرور.
فإن قيل: كم في الأرض [من] علامة إذا قلت: الرجلان؟ . فقل: ثلاث علامات: [علامة] الرفع، وعلامة التثنية، وحرف الإعراب. هذا مذهب
1 / 128