شرح مختصر أصول الفقه
تأليف
الشيخ الإمام تقي الدين أبي بكر بن زايد الجراعي المقدسي الحنبلي
(٨٢٥ هـ - ٨٨٣ هـ)
«من أوله إلى بداية مسائل الخبر»
دراسة وتحقيق
عبد العزيز محمد عيسى محمد مزاحم القايدي
[الجزء الأول]
Bog aan la aqoon
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
أصل هَذَا الْكتاب رِسَالَة جامعية قدمت لنيل دَرَجَة الماجستير فِي الجامعة الإسلامية بِالْمَدِينَةِ المنورة ١٤٠٨ هـ
شرح مُخْتَصر أُصُول الْفِقْه
[الْجُزْء الأول]
1 / 3
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة
الطَّبْعَةُ الأولى
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
لطائف لنشر الْكتب والرسائل العلمية - دولة الكويت
لصَاحِبهَا د. وليد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز المنيس
دولة الكويت - الشامية - صندوق بريد: ١٢٢٥٧ - الرَّمْز البريدي: ٧١٥٦٣
غراس للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان
الْمقر الرئيسي: الكويت - الشويخ - ش الصحافة
هَاتِف: ٢٤٨١٩٠٣٧/ ٠٠٩٦٥ - فاكس: ٢٤٨٣٨٤٩٥/ ٠٠٩٦٥
Email: [email protected]
فرع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة - الْقَاهِرَة - الْأَزْهَر - ٦ ش البيطار خلف الْجَامِع الْأَزْهَر
جوال: ٠١١١٣٤٨٩٧٢٥ - ٠١٢٢٦٣٠٤٠٧٥/ ٠٠٢ - تليفاكس: ٢٤٩٩٨٣٥٦/ ٠٢
Email: [email protected]
Website: www.gheras.com
1 / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين
قال الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام أبو الصدق أبو بكر بن زيد الحسني الجراعي المقدسي، أمتع الله المسلمين بحياته (١):
الحمد لله على إفضاله، حمدًا يليق بجلاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.
أما بعد:
فهذا شيء يسير من كلام العلماء الأعلام، وضعته على كلام القاضي علاء الدين بن اللحام، الذي صنفه في أصول الفقه، كالشرح لا يختل معنى الكلام، وما وضعته إلا تذكرة لنفسي، وتبصرة لأبناء جنسي، والله سبحانه المسئول أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يمتعنا بالنظر إليه في جنات النعيم، فإنه صاحب العطاء الجزيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
_________
(١) في الأصل كلمة لم تتضح لي.
1 / 5
قوله (١): (الحمد لله) الألف واللام في الحمد للإستغراق (٢)، كأنه قال جميع المحامد لله ﷿.
(وإنما بدأ) (٣) بـ"الحمد لله"، لحديث أبي هريرة (٤) ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "كل أمر ذي بال (٥) لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو
_________
(١) الاستغراق هو: الشمول لجميع الأفراد دفعة واحدة بحيث لا يخرج عنه شيء. انظر: كتاب التعريفات للجرجاني ص (٢٤)، وشرح المحلى على جمع الجوامع (١/ ٣٩٩) وترد "أل" المعرفة لثلاثة معان.
١ - للعهد، وينقسم إلى قسمين، العهد الذكري، والعهد الذهني.
٢ - الاستغراق، وتنقسم إلى قسمين لأن الاستغراق إما أن يكون باعتبار حقيقة الافراد، أو باعتبار صفات الأفراد.
٣ - للجنس، مثل الإنسان والسارق.
انظر: الصاحبي في فقه لابن فارس: ص (١٢٥) ومغني اللبيب لابن هشام (١/ ٤٨ - ٤٩)، وقطر الندى له ص (١١٢ - ١١٣) وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ١٧٨) والعدة لأبي يعلى (٢/ ٥١٩) والسودة ص (١٠٥).
(٢) انظر: المختصر في أصول الفقه.
(٣) ما بين المعكوفين تكرر في الأصل.
(٤) أبو هريرة اسمه: عبد الرحمن بن صخر الدوسي على الأصح، وقد اختلف في اسمه ﵁ كثيرًا - صاحب رسول الله ﷺ وأكثر الصحابة حديثًا عنه أسلم عام خيبر (سنة ٧ هـ) وشهدها مع رسول الله ﷺ ثم لزمه وواظب عليه في العلم. فدعا له ﵊، وكني أبا هريرة لأنه كانت له هرة صغيرة فإذا كان الليل وضعها في شجرة وإذا أصبح أخذها فكنوه بها، وتوفي بالمدينة سنة ٥٧ هـ.
انظر: الإصابة (٤/ ٢٠٢)، وأسد الغابة (٦/ ٢١٨)، والطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ٣٢٥ - ٣٤١)، وشذرات الذهب (١/ ٦٣ - ٦٤).
(٥) معنى "ذي بال" أي له حال يهتم به.
انظر: الأذكار للنووي ص (١٠٣).
1 / 6
أقطع" وفي رواية: "بحمد الله فهو أقطع"، وفي رواية: "بالحمد فهو أقطع"، وفي رواية: "أجذم"، وفي رواية: "لا يبدأ فيه بذكر الله"، وفي رواية: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والمشهور رواية أبي هريرة، وهو حديث (١) حسن رواه أبو داود (٢) وابن ماجه (٣).
_________
(١) الحديث أخرجه أبو داود (٤٨٤٠) في كتاب الأدب بلفظ: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" وفي إحدى نسخة بلفظ: لا يبدأ فيه بحمد الله، وأخرجه ابن ماجه (١٨٩٤) في كتاب النكاح. بلفظ "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع" وأخرجه أيضًا أحمد (٢/ ٣٥٩) وابن حبان في صحيحه (١/ ١٠٣).
وقد حسن النووي هذا الحديث بعد ذكر ألفاظه عدا رواية ... "لا يبدأ فيه بذكر الله" ... وذكر أن الحافظ عبد القادر الرهاوي روى ألفاظه كلها، وأن أبا عوانة الإسفراييني رواه في سنده المخرج على صحيح مسلم.
كما ذكر السندي: أن ابن الصلاح حسنه، وأن الحاكم أخرجه في المستدرك.
انظر: الأذكار للنووي ص (١٠٣)، وشرح صحيح مسلم له أيضًا (١/ ٤٣)، وسنن ابن ماجه (١/ ٦١٠)، وإرواء الغليل للألباني (١/ ٢٩ - ٣٢).
(٢) هو سليمان بن الأشعت بن إسحاق الأزدي السجستاني، المحدث المشهور ولد سنة (٢٠٢ هـ)، كان إمامًا في الحديث رأسًا في الفقه، ذا ورع واستقامة حتى أنه كان يشبه بشيخه الإمام أحمد بن حنبل وكتابه "سنن أبي داود" مشهور، جمعه قديمًا وعرضه على الإمام أحمد فاستجوده، توفي ﵀ في شوال سنة ٢٧٥ هـ.
انظر: شذرات الذهب (٢/ ١٦٧)، ومعجم المؤلفين لكحاله (٤/ ٣٥٥)، وتهذيب التهذيب (٤/ ١٦٩ - ١٧٣).
(٣) هو محمد بن يزيد بن ماجه الربعي بالولاء القزويني (أبو عبد الله) الحافظ المشهور، أحد الأئمة الأعلام في الحديث وعلومه، كما كان مفسرًا ومؤرخًا، له تصانيف مشهورة، منها: "تفسير القرآن" و"التاريخ" و"السنن في الحديث" وهو أحد الكتب الستة المشهورة، توفي سنة (٢٧٣ هـ). =
1 / 7
ومعنى (أقطع) قليل البركة، وكذلك (أجذم) بالجيم والذال المعجمتين (١) وأما معنى (الحمد) فقال: جماعة: هو الثناء على المحمود.
وقال العلامة ابن القيم (٢): "الحمد: الإخبار عنه بصفات كماله، مع محبته والرضى عنه، فلا يكون المحب الساكت حامدًا، ولا المثنى بلا محبة حامدًا، حتى يجتمع له المحبة والثناء، فإن كرر المحامد شيئًا بعد شيء صار ثناءً، فإن كان (المدح) (٣) بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك صار مجدًا، لأن في صحيح (٤) مسلم يقول الله ﷿: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،
_________
= انظر: شذرات الذهب (٢/ ١٦٤)، ومعجم المؤلفين (١٢/ ١٥٥)، وتهذيب التهذيب (٩/ ٥٣٠ - ٥٣٢).
(١) وبهذا فسرهما النووي، وقال الخطابي: أجذم: معناه المنقطع الأبتر الذي لا نظام له.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١/ ٤٣)، ومعالم السنن للخطابي (٧/ ١٨٩).
(٢) هو محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي الحنبلي الملقب بـ"شمس الدين" والمعروف بـ "ابن قيم الجوزية" ولد سنة ٦٩١ هـ بدمشق، وتفقه وبرع وأفتى ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية وأفاد منه، وكان ﵀ من العلماء المجددين، آية في العلم والورع ينبئ عن سعة علمه كثرة تلاميذه، ومصنفاته المشهورة، توفي بدمشق سنة (٧٥١ هـ).
انظر: معجم المؤلفين (٩/ ١٠٦)، وشذرات الذهب (٦/ ١٦٨)، و"ابن قيم الجوزية آثاره وحياته" لبكر بن عبد الله أبو زيد ﵀.
(٣) ما بين المعكوفتين تكرر في الأصل.
(٤) هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (أبو الحسين) صاحب "الجامع الصحيح" ولد سنة (٢٠٦ هـ)، وهو أحد أعلام أهل الحديث المعترف لهم بالتقدم في هذا الشأن، صنف ﵀ كتبها كثيرة، وتوفي سنة (٢٦١ هـ). =
1 / 8
ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال الله ﷿: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله ﷿: مجدني عبدي (١)، فقد فرق بين الحمد والثناء، ولو كان الحمد هو الثناء لما صح الفرق بينهما.
قوله: (الجاعل التقوى أصل الدين وأساسه) أصل التقوى (٢): أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه، من سخطه وعقوبته وقاية من ذلك، وهي فعل طاعته واجتناب معاصيه (٣).
_________
= انظر: شذرات الذهب (٢/ ١٤٤)، ومعجم المؤلفين (١٢/ ٢٣٢)، تهذيب التهذيب (١٠/ ١٢٦ - ١٢٨).
(١) الحديث أخرجه مسلم (٣٩٥) في كتاب الصلاة من حديث أبي هريرة بلفظ "فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي (وقال مرة فوض إلي عبدي).
وأخرجه الترمذي (٤٠٢٧) في كتاب التفسير، وأبو داود (٨٢١) في كتاب التفسير أيضًا، والنسائي (٢/ ١٣٥)، وابن ماجه (٣٧٨٤) في كتاب الأدب، وأحمد (٢/ ٢٤١) وص (٢٨٥) وص (٤٦٠).
(٢) تقول وفيت الشيء إذا صنته وسترته عن الأذى.
انظر: لسان العرب لابن منظور (١٥/ ٤٠١).
(٣) انظر: في معنى التقوى جامع العلوم والحكم لابن رجب ص (١٣٧).
1 / 9
قال عمر بن عبد العزيز (١): ليس التقوى بصيام النهار وقيام الليل والتخليط بين ذلك، ولكن التقوى أداء ما افترض الله، وترك ما حرم الله، فإن رزق الله بعد ذلك شيئًا فهو خير إلى خير.
وقال (٢) طلق بن حبيب (٣): "التقوى: أن تعمل بطاعة الله ﷿، على نور من الله ﷿، ترجو (٤) ثواب الله ﷿، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله".
(٥) والتقوى وصية الله للأولين والآخرين، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ (٦).
_________
(١) هو الإمام العادل والخليفة الراشد: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، وكنيته (أبو حفص) ويلقب بـ"أشج بن أمية" ولد سنة (٦٠ هـ) وقد أجمعوا على جلالته وفضله، ومناقبه ﵀ أكثر من أن تحصى توفي سنة (٩٩ هـ).
انظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٣٣٠)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (ق ١/ ج ٢ ص ١٧)، والفتح المبين (١/ ٩٤).
(٢) ذُكر هذا الأثر عن طلق بنحو هذه الصيغة في: سير أعلام النبلاء (٤/ ٦٠١)، والإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ص (١٠٥)، وجامع العلوم والحكم لابن رجب (١٣٨).
(٣) هو: طلق بن حبيب العنزي البصري، كان ثقة من صلحاء التابعين، حسن الصوت بالقرآن، مشهورًا بالعبادة، وَرُمي طلحة بالإرجاء توفي بين سنة (٩٠ هـ) وسنة (١٠٠ هـ).
انظر: تهذيب التهذيب (٥/ ٣١)، وسير أعلام النبلاء (٤/ ٦٠١)، وميزان الاعتدال للذهبي (٢/ ٣٤٥).
(٤) في الأصل "ترجوا" بالألف.
(٥) في الأصل "فالتقوى".
(٦) سورة النساء: (١٣١).
1 / 10
(وفي حديث أبي (١) ذر الطويل الذي أخرجه ابن حبان (٢) وغيره: "قلت: يا رسول الله أوصني؟ قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله") (٣).
_________
(١) هو جندب بن جنادة بن سكن الغفاري، كان ﵁ من كبار الصحابة وفضلائهم، أسلم قديمًا ويقال كان خامس من أسلم .. ثم رجع إلى بلاد قومه داعيًا إلى الإسلام، وأقام بها حتى قدم على رسول الله ﷺ بالمدينة وصحبه حتى توفي، اشتهر ﵁ بزهده وتقلله من الدنيا وصدق لهجته، وكانت وفاته بالربذة سنة (٣٢ هـ) وصلى عليه ابن مسعود.
انظر: الإصابة (٤/ ٦٢)، وأسد الغابة (٦/ ٩٩)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (ق ١) ص (٢٢٩).
(٢) هو محمد بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي البستي الشافعي (أبو حاتم) كان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار، قال الحاكم: "كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال"، وقال الخطيب: "كان ثقة نبيلًا فهما" له مصنفات كثيرة منها "الثقات" والمسند الصحيح "في الحديث" و"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" توفي سنة (٣٥٤ هـ).
انظر: معجم المؤلفين (٩/ ١٧٣)، وشذرات الذهب (٣/ ١٦).
(٣) ما بين الحاصرتين ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص (١٣٩) وذكر السيوطي في الجامع الصغير حديث أبي ذر الطويل وحسنه كما ذكر أن الطبراني خرجه في الكبير وأن عبد بن حميد خرجه في تفسير. وقال المناوي: ورواه الديلمي وغيره.
انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير (١/ ٣٨٧)، والحديث أخرجه ابن حبان بلفظ "أوصاني خليلي بخصال من الخير ... " الحديث "ولم يذكر فيه اللفظ السابق".
انظر: صحيح ابن حبان (١/ ٤١١) وموارد الظمآن حديث رقم (٢٠٤١)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢/ ١٦٧) عن أبي ذر بلفظ "أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك" الحديث. =
1 / 11
ولا يكفي في التقوى الأفعال الظاهرة، بل لا بد من القلب، كما قال رسول الله ﷺ: "الإسلام علانية، والإيمان في القلب" ثم يشير إلى صدره ثلاث مرات، ثم يقول: "التقوى هاهنا، التقوى ها هما" رواه الإمام أحمد (١) (٢) من حديث (٣) أنس.
والتقوى سبب للعافية، كما قال بعض الحكماء: من سره أن تدوم له العافية فليتق الله.
_________
= وذكر حمدي السلفي محقق المعجم أن في سنده إبراهيم بن هشام الغساني، وقد وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة.
وأخرج الحديث أحمد (٣/ ٨٣) من حديث أبي سعيد الخدري أن رجلًا جاءه فقال: "أوصني فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله ﷺ قبلك. أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء ... " الحديث. وذكر الهيثمي أن رجال هذا الحديث ثقات وأن أبا يعلى أخرجه - بنحو هذا اللفظ مع زيادة - عن أبي سعيد ألا أنه قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله أوصني؟ قال عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير. وفي سنده مدلس. انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (٤/ ٢٥).
(١) راجع المسند (٣/ ١٣٥)، والحديث ضعيف لأن في سنده علي بن مسعدة الباهلي، قال عنه الحافظ بن حجر في التقريب ص (٢٤٩)، صدوق له أوهام من السابعة.
(٢) سوف تأتي ترجمته إن شاء الله حيث سيترجم له الشارح.
(٣) هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي (أبو حمزة) خادم رسول الله ﷺ وأحد المكثرين من الرواية عنه، قدم النبي ﷺ المدينة وهو ابن عشر سنين وأتت به أمه - أم سليم - النبي ﵇ فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك فقبله ولازم النبي ﷺ يخدمه وأقام بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى بالمدينة، ثم شهد الفتوح، وقطن البصرة إلى أن مات بها سنة (٩٠ هـ).
انظر: الإصابة (ق ١/ ١٢٦)، وأسد الغابة (١/ ١٥١).
1 / 12
وقال لقمان (١) لابنه: "يا بني اتخذ تقوى الله تجاره يأتيك الربح من غير بضاعة".
والدين في اللغة: الجزاء والمكافأة، دانه دينا أي جازاه، يقال (كما تدين تدان) (٢) والدين أيضًا الطاعة (٣).
وأما في الإصلاح: "فهو الشريعة الواردة على لسان النبي ﷺ".
وأما الأصل فيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى لكن فرق بعض أهل اللغة بين الأصل والأسّ (٤). فقال: الأس لا يكون إلا أصلًا، وليس كل أصل أسا، وذلك أن أس الشيء لا يكون فرعًا لغيره مع كونه أسّا، وأصل الشيء يجوز أن يكون فرعا لغيره مع كونه أصلًا.
مثال ذلك: أن أصل الحائط يسمى أس الحائط، وفرع الحائط لا يسمى أس الغرفة.
_________
(١) هو لقمان بن باعورا بن ناحور بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم ﵇ كذا نسبه محمد بن إسحاق وقيل في اسمه غير ذلك. عاش ألف سنة وأدرك داود ﵇ وأخذ العلم عنه. واختلف فيه هل هو نبي أم وليّ؟ والأرجح أنه كان وليّا وقد أعطاه الله الحكمة قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ الآية واسم ابنه "ثاران"، قال السهيلي: وقيل غير ذلك.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات (ق ١ ج ٢) ص (٢٧١)، والمعارف لابن قتيبة ص ٥٥، وتفسير القرطبي (١٤/ ٥٩)، وفتح القدير للشوكاني (٤/ ٢٣٧).
(٢) أي "كما تُجازي تجازَى"، و"كما تعمل تجازى".
انظر: مجمع الأمثال للميداني (٢/ ١٣٢).
(٣) انظر: الصحاح للجوهري (٥/ ٢١١٨) مادة "دين".
(٤) قال في القاموس: "الأس والأسس والأساس: كل مبتدأ شيء" لسان العرب (٦/ ٦).
1 / 13
قوله: (المبين معنى مجمل الكتاب، والمبدع أنواعه وأجناسه) المراد بالكتاب القرآن الكريم، ويأتي الكلام عليه وعلى المجمل إن شاء الله تعالى عند ذكرهما.
و(١) المبدع: هو الذي يَفعل على غير مثال سبق.
والأنواع: جمع نوع، كما أن الأجناس جمع جنس، والنوع من الشيء: هو الصنف منه.
والجنس: ما له اسم خاص يشمل أنواعًا، فالحبّ اسم جنس يشمل الحبوب كلها، والبر نوعه، فالجنس أهم من النوع (٢).
قوله "المانع أولى الجهل من أتباعه، والمانع العلماء اقتباسه" الضمير في "أتباعه" و"اقتباسه" عائد إلى الكتاب، والله ﷾ كما أنه المعطي فهو المانع، لأن الأشياء كلها بيده، العطاء والمنع، والضر والنفع والخض والرفع.
و"أولوا الجهل" (٣) أصحاب الجهل، واختلف الناس في الجهل فمنهم من قسمه إلى بسيط ومركب، ومنهم من ذكره من غير تفصيل.
فقال التاج (٤) السبكي (٥): "والجهل انتفاء العلم
_________
(١) في الأصل "فالمبدع".
(٢) سوف يأتي تعريف الشارح ﵀ للجنس والنوع.
(٣) الجهل لغة: تقيض العلم، لسان العرب (١١/ ١٢٨).
(٤) انظر: جمع الجوامع (١/ ٢٦٣).
(٥) هو عبد الوهاب علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي، الملقب بـ (قاضي القضاة، تاج الدين) المكنى بـ"أبي نصر" الفقيه الأصولي المؤرخ"، ولد بالقاهرة سنة ٧٢٧ هـ. =
1 / 14
بالمقصود (١)، وقيل: تصور المعلوم على خلاف هيئته".
وقال الرافعي (٢) في كلامه على قاعدة (مدّ عجوة): "الجهل معناه المشهور: الجزم بكون الشيء على خلاف ما هو عليه، ويطلق ويراد به عدم المعلم" (٣) وقال جماعة: الحكم غير المطابق جهل مركب.
وأما البسيط: فعدم معرفة الممكن بالفعل لا بالقوة (٤).
وقال الآمدي (٥) في "أبكار الأفكار" في حد البسيط: "هو
_________
= وله مصنفات كثيرة منها "رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب" و"شرح منهاج البيضاوي"، من أشهر مصنفاته "جمع الجوامع" وتوفي سنة (٧٧١ هـ)، انظر: شذرات الذهب (٦/ ٢٢١ - ٢٢٢) والفتح المبين (٢/ ١٨٤ - ١٨٥)، والإعلام للزركلي (٢/ ٦١٠).
(١) المراد بـ ... المقصود: ما من شأن أن يقصد ليعلم.
انظر: شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع (١/ ١٦٣) وما بعدها.
(٢) هو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، الرافعي القزويني المكنى بـ"أبي القاسم" الفقيه الأصولي المفسر المؤرخ ولد سنة (٥٥٥ هـ) كان مجتهد زمانه في مذهب الإمام الشافعي من مصنفاته "فتح العزيز على كتاب الوجيز للغزالي" و"شرح مسند الشافعي" في مجلدين وتوفي في ذي القعدة توفي سنة (٦٢٣ هـ).
انظر: شذرات الذهب (٥/ ١٠٨) ومعجم المؤلفين (٦/ ٣).
(٣) راجع تشنيف المنامع (ق ١٣ ب".
(٤) الممكن عرفه الجرجاني في كتاب التعريفات له ص (٢٣٥). بأنه: ما يقتضي لذاته أن لا يقتضي شيئًا من الوجود والعدم ومعرفة الممكن بالفعل، أي بالاستدلال، والممكن بالقوة أي: بالتهيؤ لمعرفته.
انظر: شوح الكوكب المنير (١/ ٤١).
(٥) هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي، الملقب بـ"سيف الدين الآمدي"=
1 / 15
عدم العلم بما من شأنه أن يكون عالمًا، لا عدم العلم مطلقًا، وإلّا لوصفت الجمادات بكونها جاهلة إذ هي غير عالمة".
فالجهل بهذا الاعتبار إثبات عدم لا أنه صفة إثبات، والفرق بين الأمرين ظاهر وعلى هذا فلا يصح قول من (١) قال:
قال حمار الحكيم (٢) توما ... لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط ... وراكبي جاهل مركب
وإنما سمى الحكم غير المطابق مركبًا لأنه ركب من جزءين:
أحدهما: عدم العلم.
والثاني: اعتقاد غير مطابق (٣)؛
_________
= والمكنى بأبي الحسن. ولد سنة (٥٥١ بآمد)، ونشأ ﵀ حنبليًا ثم تمذهب بمذهب الشافعي وكان أصوليًا فقهيًا متكلمًا حكيمًا .. له مصنفات كثيرة منها:
أحكام الأحكام ومنتهى السول، ووثائق الحقائق في الحكمة وتوفي بدمشق سنة (٦٣١ هـ).
انظر: معجم المؤلفين (٧/ ١٥٥)، وشذرات الذهب (٣/ ٣٢٣ - ٣٢٤)، والفتح المبين (٢/ ٥٧ - ٥٨).
(١) لم أقف على قائل هذا البيت. وإنما قاله بعض الشعراء في طبيب جاهل.
انظر: دائرة المعارف للبستاني ص (٥٧٥).
(٢) في المرجع السابق "الطبيب".
(٣) انظر: تعريف الجهل بنوعيه في العدة لأبي يعلى (١/ ٨٢) والتمهيد لأبي الخطاب (١/ ٥٧) وشرح الكوكب المنير (١/ ٧٧) والحدود للباجي ص (٢٩) وكتاب التعريفات للجرجاني ص (٨٠) وجمع الجوامع للسبكي بشرح المحلى (١/ ١٦١)، والبحر المحيط للزركشي (١ /ق ٢٣ (أ"، وشرح العبادي على الورقات ص (٣٧).
1 / 16
كاعتقاد المعتزلة (١) أن الباري ﵎ لا يرى في الآخرة (٢).
والمانع معناه المعطى، والاقتباس عند أهل اللغة يطلق على الاستفادة، وهذا هو المراد هنا، وأما الاقتباس عند أرباب المعاني فمعناه: أن يضمن الكلام شيئًا من القرآن والحديث لأعلى أنه (٣)
_________
(١) المعتزلة فرقة من المبتدعة، وهم أصحاب واصل بن عطاء كان من تلامذة الحسن البصري. فاعتزل حلقته هو .. وعمرو بن عبيد لما أحدثا مذهبا، وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر فسموا "معتزلة" ويسمون أصحاب العدل والتوحيد .. كما يلقبون بـ"القدرية" ويقولون باستحالة رؤية الله ﷿ بالأبصار. وبأن كلام الله محدث مخلوق، كما يزعمون أن الله ليس خالقًا لأفعال العباد، وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٥٤) والفرق بين الفرق ص (١١٤).
(٢) واعتقاد المعتزلة هذا غير مطابق وفاسد ومردود لمخالفته ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام المشهود لهم بالإمامة من إثبات رؤية الباري ﵎ في الآخرة. قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ [البقرة: ٢٢ - ٢٣] وفي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله ﷺ: "هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا لا، قال: هل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فإنكم ترونه كذلك" الحديث.
انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص (٩٤ - ٩٥) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٦/ ٤٣١ - ٤٥٦ - و٤٠٧ - ٤٨٥ - ٥١٢)، الإبانة في أصول الديانة ص (١٢ - ١٩)، شرح العقيدة الطحاوية ص (٢٠٣ - ٢١٩) اللؤلؤ والمرجان (١/ ٤٢ - ٤٣).
(٣) راجع في الاقتباس: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص (٥٧٥) وما بعدها والفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص (١٧٣ - ١٧٧) وجواهر البلاغة للمراغي ص (٣٨٤) وما بعدها.
1 / 17
منه كقول بعضهم (١):
إن كنت أزمعت على هجرنا ... من غير ما جرم (فصبر جميل) (٢)
وإن تبدلت بنا غيرنا ... فـ (حسبنا الله ونعم الوكيل) (٣)
وفي كلام المصنف ضرب من ضروب الجناس (٤) المضارع، لتقارب مخرج الحرفين المختلفين "المانع" و"المانح".
_________
(١) القائل هو أبو القاسم بن الحسن الكاتبي.
انظر: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني بتحقيق محمد خفاجي ص (٥٧٧) وشرح العمري على عقود الجمان للسيوطي (١/ ٢١١).
(٢) سورة يوسف: (١٨).
(٣) سورة آل عمران: (١٧٣).
(٤) الجناس: أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفان في المعنى وهو ضربان.
أ- تام: وهو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أمور:
١ - نوع الحروف ٢ - شكلها ٣ - عددها ٤ - ترتيبها. وذلك مثل قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ [الروم: ٥٥].
ب- غير تام: وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الربعة السابقة وهو أنواع.
ليكن إن اختلفا في نوع الحروف فيشترط أن لا يكون الاختلاف بأكثر من حرف وذلك على وجهين:
١ - أن يكون اللفظ وما يقابله في الطرف الآخر متقاربي المخرج فيسمى جناسًا مضارعًا، كما مثل له الشارح.
٢ - أن يكونا غير متقاربي المخرج، ويسمى لاحقًا، مثل ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١)﴾ [الهمزة: ١].
انظر: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص (٥٣٥) وما بعدها وجواهر البلاغة ص (٣٦٦) ودائرة المعارف للبستاني (٦/ ٥٤٠).
1 / 18
قوله: (وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة عبد أدأب في طاعة مولاه جوارحه وأنفاسه) هذا الإقرار لله تعالى بالوحدانية، ولأجله خلق الله الخلق وبعث الرسل) قال الله ﷿: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)﴾ (١) أي: يوحدون، والرسل كلهم متفقون على الدعاء إلى توحيد الله تعالى، وهذه الكلمة أمرها عظيم وشرحها طويل ليس هذا موضع استقصائه.
وقوله: (أدأب) يعني أتعب، و(الجوارح) المراد بها الأعضاء (٢) قوله: (وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي طهّر باتباعه المؤمنين وأذهب عنهم كيد الشيطان وأرجاسه) الإقرار لمحمد ﷺ بالرسالة مقرون بالإقرار لله تعالى بالوحدانية، وهذا مأخوذ من قول الله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)﴾ (٣) قال بعض المفسرين (٤): لا أذكر إلا وتذكر معنى، ولهذا قرن معه في الأذان والتشهد.
ومحمد ﷺ سمى محمدًا لكثرة خصاله المحمودة، وهو علم منقول من التحميد، ومشتق من اسم الله تعالى (الحميد) وقد أشار إليه حسّان (٥) بن ثابت بقوله:
_________
(١) سورة الذاريات: (٥٦).
(٢) في الأصل: "الاعطا".
(٣) سورة الشرح: (٤).
(٤) روى هذا المعنى عن الحسن وقتادة ومجاهد.
انظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٥٢٥)، وفتح القدير للشوكاني (٥/ ٤٦٢).
(٥) هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي ثم النجاري =
1 / 19
وشق (١) له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
وأما (الشيطان) ففي نونه قولان، أحدهما: أنها أصلية (٢)، فيكون سُمي شيطانًا لبعده عن الحق وتمرده، وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان، وهذا القول جزم به في الصحاح (٣).
والثاني: أن النون زائدة، وهو يكون من شاط، إذا بطل حكاه ابن فارس (٤) في المجمل (٥).
_________
= شاعر رسول ﷺ وأشهر ما يكنى به (أبو الوليد) وكان ﵇ يضع له المنبر في المسجد يقوم عليه ليهجو الذين كانوا يهجون المصطفى ﷺ وفي الصحيحين عن البراء أن النبي ﷺ قال لحسان: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك. توفي حسان قبل الأربعين في خلافة علي وقيل غير ذلك. توفي وعمره مائة وعشرون سنة عاش ستين سنة منها في الجاهلية وستين في الإسلام.
انظر: الإصابة (١/ ٣٢٦)، وأسد الغابة (٢/ ٥)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٣/ ١٩١).
(١) في ديوان حسان "شق له" بدون واو.
انظر: ديوان حسان بن ثابت (١/ ٣٠٦).
(٢) في الأصل "أصيلة"، وإذا كانت النون أصلية يكون من "شطن".
(٣) انظر: الصحاح للجوهري (٥/ ٢١٤٤)، ومؤلف الصحاح هو: إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (أبو نصر) أحد أئمة اللغة واللسان، وكان ذا خط جيد. قال عنه ياقوت الحموي "كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلمًا" من أشهر مصنفاته "الصحاح" وتوفي سنة (٣٩٣ هـ).
انظر: شذرات الذهب (٣/ ١٤٢ - ١٤٣)، معجم الأدباء لياقوت (٦/ ١٥١ - ١٦٩)، معجم المؤلفين (٢/ ٢٦٧ - ٢٦٨).
(٤) هو أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي المكنى بـ (أبي الحسين) لغوي مشارك في علوم شتى من أشهر مصنفاته "المجمل في اللغة" و"جامع التأويل في تفسير القرآن" توفي بالري سنة (٣٩٥) وقيل سنة (٣٩٠ هـ).
انظر: معجم المؤلفين (٢/ ٤٠)، وشذرات الذهب (٣/ ١٣٢).
(٥) لقد حكى ابن فارس في المجمل القولين السابقين.=
1 / 20