137

Sharh Mukhtasar al-Shama'il al-Muhammadiyah

شرح مختصر الشمائل المحمدية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

Noocyada

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه: (يسرد سردكم هذا): أي يتابع الحديث استعجالًا بعضه تلو بعض، فيلتبس على السامع. (بكلام فصل): أي مفصول عن غيره بحيث يفهمه السامع جيدًا. * الوجه الرابع: جاء في الصحيحين بيان سبب ورود هذا الحديث، وهو أن أبا هريرة ﵁ كان قد جلس مرة إلى جنب حجرة عائشة، يحدث عن النبي ﷺ، ثم قام وانصرف، وعائشة تسمعه وهي تصلي، فلما فرغت من صلاتها أنكرت سرعة أبي هريرة في التحديث، وقالت لم يكن النبي ﷺ يسرد كسردكم هذا (^١). * الوجه الخامس: دل الحديث على كيفية كلام رسول الله ﷺ، وأنه كان يتكلم بأناة ومهل، وبكلام واضح مفصَّل مبيَّنٍ، يفهمه ويحفظه كل سامع. بخلاف بعض الناس فإنه يكثر الحديث، ويسرع فيه حتى تختفي مع السرعة بعض الحروف، وربما اختفت بعض الكلمات أيضًا!! * الوجه السادس: اعتذر بعض العلماء عن إسراع أبي هريرة ﵁ بأنه كان واسع الرواية، كثير المحفوظ، فكان لا يتمكن من التمهل عند إرادة التحديث، كما قال بعض البلغاء: أريد أن أقتصر فتتزاحم القوافي عليّ. * الوجه السابع: دل الحديث على استحباب المهل والأناة في الكلام، وعدم الاستعجال فيه، خاصة في مجالس التحديث بالعلم وتلاوة القرآن،

(^١) رواية البخاري لم تسم أبا هريرة، وسمته رواية مسلم.

1 / 162