193

Sharaxa Boqol Erey

شرح مئة كلمة لأمير المؤمنين

Tifaftire

تصحيح وتعليق : مير جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث

Noocyada

المتجاذبة إذ كان معلما بهذه الكلمة انه كيف ينبغي ان يستعمل الانسان اظهار الحق فإنه لما ثبت ان الكاتم للحق الغير العامل به بالكلية مع تمكنة من استعماله في بعض موارده أو في كلها هالك فكذلك ينبغي ان يعلم أن المجاهر بالحق بالكلية والمقابل له أباطيل الجهال وأغراضهم الفاسدة هالك، فلم تبق السلامة الا في مزج الاظهار بالاخفاء وخلط - المجاهرة بالرفق وضرب الخشونة باللين والترخيص (1) لهم بالسكوت عنهم عند شوب الحق بالباطل مرة والعزم عليهم والقيام في وجوههم في نصرة الحق مرة بحسب ملاحظة العقل (2) للمصالح الجزئية المتعلقة بشخص شخص ووقت وقت، والله ولى التوفيق.

الكلمة الخامسة والثلاثون قوله عليه السلام: إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.

أقول: الاملاق الفقر والحاجة، والمتاجرة المعاملة في التجارة والمقصود في هذه الكلمة الحث على العبادة المخصوصة التي هي الصدقة عند الاحتياج بما يمكن فان للصدقة ولو بشق تمره حظا عظيم النفع في الدارين وبها تحصل الأعواض التي لا تقابل بالشكر ولا يحصيها العد والحصر.

اما في الأولى (3) فلان المملق المحتاج إلى التيسير من العيش يكون في الغالب شره النفس محافظا على ما يحصل في يده لشدة حاجته إليه وخوفه ان لا يقدر على مثله فإذا فرضنا انه يتصدق به أو ببعضه (4) مع ما به من الحاجة إليه دل ذلك منه على اشتماله على ملكة العفة التي عرفت ان بها يكون استعداد النفس لاستجابة ثمرات الأدعية وقبول - ابتهالاتها في المطلوبات الممكنة. وأيضا فان النفوس إلى مثل صاحب هذه الصدقة كثيرة - الانجذاب، والميول الطبيعية إليه متداعية وخاصة إذا عرف بذلك واشتهر به فكثيرا ما

Bogga 193