Sharaxa Boqol Erey
شرح مئة كلمة لأمير المؤمنين
Baare
تصحيح وتعليق : مير جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث
Noocyada
ذلك كافيا في تفاوت الشدة فيهما وفارقا في قوة التعب بينهما فان توهمت ان هذا الاستشعار لا يتم أو لا ينتفع به فانظر إلى استشعارات الخلق في مطالبهم ومعايشهم تر عيانا فرح المتعيشين بمعايشهم على تفاوتها وسرور المحترفين بحرفهم على تباينها، وتصفح ذلك في كل طبقة منهم فإنه لا يخفى عليك فرح كل أحد منهم بما هو فيه، وليس ذلك الا لقوة استشعار كل قوم بحسن طريقتهم ولزومهم لها بالعادة الطويلة، فإذا لزم طالب الفضيلة مذهبه وقوى استشعاره وطالت عادته بذلك كان أولى بالسرور من هذه الطبقات الذين يخبطون في الجهالات وأخفهم مؤنة وأقلهم تعبا وأحظاهم بالنعيم المقيم لأنه محق وهم مبطلون، ومتيقن وهم ظانون، وهو ولى الله وهم أعداؤه، الا ان أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون (1) وإذا تبنيت غاية الجازع والصابر فما أظنك بشاك في صحة هذه القضية وصدقها، والله ولى الإعانة.
الكلمة الثامنة عشر قوله عليه السلام: الذل مع الطمع.
أقول: قد عرفت ان الذل هو المهانة وهي انقهار النفس واستجابتها وانفعالها عن الأمور الصادرة (2) عليها، واما الطمع فهو قوة نزوع الشهوة إلى طلب شئ مع تصور امكانه للطالب، واعلم أن الطمع قد يكون محمودا وقد يكون مذموما، فالمحمود هو ما كان طمعا في تحصيل أمر باق مما يكون كمالا للنفس أو وسيلة إليه، وعليه يحمل قوله عز وجل حكاية عن الخليل عليه السلام: والذي أطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين (3) وأمثاله، والمذموم هو ما كان طمعا في تحصيل ما لا ينبغي من الاستكثار في المقتنيات
Bogga 114