214

Sharh Masabih

شرح المصابيح لابن الملك

Tifaftire

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Daabacaha

إدارة الثقافة الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Noocyada

"ثمَّ يأتي زمان مَن عملَ منهم بعُشر ما أُمر به نجا"؛ لانتفاء، تلك المعاني المذكورة.
"غريب".
* * *
١٤٣ - عن أبي أُمامة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلا أُوتُوا الجَدَلَ"، ثمَّ قرأَ ﷺ هذه الآيةَ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: ٥٨].
"وعن أبي أمامة ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: ما ضلَّ قومٌ بعد هُدًى كانوا عليه"؛ أي: على الهدى.
"إلا أُوتُوا"؛ أي: أُعطُوا "الجَدَلَ"؛ أي: ما كان ضلالُهم ووقوعُهم في الكفر إلا بسبب الجدل، وهو الخصومةُ مع نبيهم وطلبُ المعجزة منه عنادًا وجحودًا.
وقيل: مقابلة الحُجة بالحُجة، وقيل: المراد به هنا: العناد والمِراء في القرآن وضرب بعضه ببعض، والتعصُّب لترويج مذاهبهم وآراء مشايخهم، من غير أن يكون لهم بصيرة على ما هو الحق.
"ثم قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿مَا ضَرَبُوهُ﴾ ": ما ضربوا هذا المَثَلَ " ﴿لَكَ﴾ ": يا محمدُ، وهو قولهم: ﴿أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ [الزخرف: ٥٨]، أرادوا بالآلهة هنا: الملائكة؛ يعني: الملائكة خير أم عيسى؟ يريدون أن الملائكةَ خيرٌ من عيسى، فإذا عَبدتِ النصارى عيسى فنحن نَعبد الملائكةَ؛ يعني: ما قالوا هذا القولَ " ﴿إِلَّا جَدَلًا﴾ ": إلا لمخاصمتك وإيذائك بالباطل.

1 / 183