263

Sharh Maqasid

شرح المقاصد في علم الكلام

Daabacaha

دار المعارف النعمانية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1401هـ - 1981م

Goobta Daabacaadda

باكستان

الثالث الآيات الصريحة في إسناد الألفاظ الموضوعة للإيجاد إلى العباد وهي العمل كقوله تعالى

﴿من عمل صالحا فلنفسه

﴿ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا

﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات

﴿من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها

وهذا كثير جدا والفعل كقوله تعالى

﴿وما تفعلوا من خير يعلمه الله

﴿وافعلوا الخير

والصنع كقوله تعالى

﴿لبئس ما كانوا يصنعون

﴿والله يعلم ما تصنعون

والكسب كقوله تعالى

﴿ووفيت كل نفس ما كسبت

﴿كل امرئ بما كسب رهين

﴿اليوم تجزى كل نفس بما كسبت

والجعل كقوله تعالى

﴿يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق

﴿وجعلوا لله شركاء الجن

والخلق كقوله تعالى

﴿فتبارك الله أحسن الخالقين

﴿أخلق لكم من الطين

﴿وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير

والأحداث كقوله حكاية عن الحضر حتى أحدث لك منه ذكر أو الابتداع كقوله تعالى

﴿ورهبانية ابتدعوها

والجواب أنه لما ثبت بالدلائل السالفة ان الكل بقضاء الله تعالى وقدره وجب جعل هذه الألفاظ مجازات عن التسبب العادي أي من صار سببا عاديا للأعمال الصالحة وعلى هذا القياس أو جعل هذه الإسنادات مجازات لكون العبد سببا لهذه الأفعال كما في بنى الأمير المدينة هذا في غير لفظ الكسب فإنه يصح على حقيقته والخلق فإنه بمعنى التقدير والجعل فإنه بمعنى التصيير وهو لا يستلزم أيجاد أمر محقق مثل جعل الله الدرهم في الكيس وجعل لزيد شريكا وأما على رأي الإمام وهو أن مجموع القدرة والداعية مؤثرة في الفعل وذلك المجموع بخلق الله تعالى من غير اختيار العبد فلا مجاز ولا إشكال ولا استقلال للعبد فلا اعتذال

الرابع الآيات الدالة على توبيخ الكفار والعصاة وإنه لا مانع من الإيمان والطاعة ولا ملجىء إلى الكفر والمعصية لهم كقوله تعالى

﴿وما منع الناس أن يؤمنوا

﴿كيف تكفرون بالله

﴿ما منعك أن تسجد

﴿فما لهم لا يؤمنون

﴿فما لهم عن التذكرة معرضين

﴿لم تلبسون الحق بالباطل

﴿لم تصدون عن سبيل الله

وأمثال ذلك وعلى مذهب المجبرة لهم أن يجادلوا ويقولوا أنك خلقت فينا الكفر وعلمته وأردته وأخبرت به وخلقت قدرة وداعية يجب معهما الكفر وكل هذه موانع من الإيمان فيكون القرآن حجة للكافر وقد أنزل ليكون حجة عليه وإلى هذا أشار الصاحب ابن عباد وكان غالبا في الرفض والاعتزال ساعيا في تربية أبي هاشم الجبائي ورفع قدره وإعلاء ذكره حيث قال كيف يأمر بالإيمان ولم يرده وينهى عن الكفر وإراده ويعاقب على الباطل ويقدره وكيف يصرف على الإيمان ثم يقول

﴿أنى يصرفون

ويخلق فيهم الإفك ثم يقول

﴿أنى يؤفكون

وأنشأ فيهم الكفر ثم يقول

﴿كيف تكفرون

وخلق فيهم لبس الحق بالباطل ثم قال

﴿لم تلبسون الحق بالباطل

﴿فصدهم عن السبيل

ثم يقول

﴿لم تصدون عن سبيل الله

﴿وحيل بينهم وبين ما يشتهون

ثم يقول

﴿وماذا عليهم لو آمنوا

وذهب بهم عن الرشد ثم قال

﴿فأين تذهبون

? < وأضلهم عن الدين حتى أعرضوا > ? ثم قال

﴿فما لهم عن التذكرة معرضين

والجواب أن المراد الموانع الظاهرة التي يعلمها جهال الكفرة وهذه موانع عقلية خفيت على علماء القدرية

Bogga 141