81

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Baare

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

يخالف، وقادر لا يعارض، تنفذ فيها كتبه ولو طلس طين خواتمها، ولا تتعرض وإن تغير نقش طوابعها؛ لأن هيبته تمنع من مراجعته، وجلالته تحول دون مخالفته. ثم أكد ذلك فقال: يحط حامل تلك الطينة، والمسند إلى تلك القوة، كماة الفرسان عن خيولهم، ويستنزلهم من سروجهم، حتى ينتصف منهم، ويدرك ما يطلبه عندهم، وإن كانوا في غاية الجرأة، وعلى أتم أحوال الرفعة. ودل بطول رماح المذكورين على شجاعتهم، وبفراهة خيلهم على رئاستهم. ثم قال، مشيرا إلى موضعه من الفضل، وحرصه على العطاء والبذل: كأن السؤال في مسامعه؛ لسروره به، وما يعتقده من الارتياح له، قميص يوسف، الذي أعاد إلى يعقوب بصره، حرصه عليه، وأذهب عنه العمى استبشاره بالنظر عليه. إذا غَزَتْهُ أَعَادِيْهِ بِمَسأَلَةٍ ... فَقَدْ غَرَتْهُ بِجَيْشٍ غَيْرِ مَغْلُوبِ أَو حَارَبَتْهُ فَما تَنْجُو بِتَقْدِمَةٍ ... مِمَّا أَرَادَ ولا تَنْجو بِتَجْبِيْبِ أَضْرَتْ شَجَاعَتُهُ أَقْصَى كَتَائِبِهِ ... على الحِمَامِ فَمَا مَوْتٌ بِمَرْهُوبِ التقدمة: تفعلة من التقدم، والتجبيب: الهروب، يقال: جبب الرجل: إذا هرب، وأضرت: بمعنى عودت، والكتائب: جمع كتيبة، وهي الجماعات من الخيل، والحمام: الموت. فيقول: إذا غزت كافورا أعاديه بجيش؛ من خضوعهم وضراعتهم، ورغبتهم ومسألتهم، فقد غزوه بجيش لا يغلبه، وعارضوه بأمر لا يدفعه، يريد: إنه من الفضل في حال يجيب معها من سأله، ولا يضيع من رجاه وأمله. ثم قال: وإن عدلوا إلى محاربته، وأقدموا على مخالفته، فما يغني عنهم التقدم، لعجزهم عن القيام به، ولا يعصمهم الهرب، لتقصيرهم عن الفوت له، بل هم في كلا الحالين في قبضة ملكه، وعلى الوجهين مسلمون لأمره.

1 / 81