76

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Baare

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

قَدْ وَفَقُوا الوَحْشَ في سُكْنَى مَراتِعِها ... وخالَفُوها بِتَقْويضٍ وتَطنِيْبِ جِيْرانُها وَهُمُ شَرُّ الجِوارِ لَهَا ... وصَحْبُها وَهُمْ شَرُّ الأَصَاحِيءبِ فُؤَادُ كُلَّ مُحِبًّ في بُيُوتِهِم ... ومَالُ كُلَّ أَخِيذِ المالِ مَحْروبِ الوحش: ما لا يستأنس مما سكن القفر، والمراتع: المراعي، واحدها مرتع، والتقويض: حط الأبنية ونقلها، والتطنيب: إقامتها ومد طنبها، والطنب: حبال الخباء، والأخيذ: المأخوذ، وهو فعيل بمعنى مفعول، نحو قتيل وجريح، والمحروب: المسلوب. فيقول واصفا لمن قدم ذكره من الأعراب: قد وافقوا الوحش بالسكنى في مراتعها، والانتقال في مواضع مسارحها، وخالفوها بأنهم ذووا بيوت يقوضونها عند رحيلهم، ويطنبونها عند نزولهم. ثم قال: فهم جيران الوحوش، إلا أنهم لها شر الجيران؛ لملازمتهم لصيدها وصحبها، وهم شر الأصحاب لإلحاحهم على عقرها. يشير إلى أن من الوحوش أقواتهم، ومن لحومها تقوم حياتهم. وأشار إلى حسن نسائهم، وكثرة غاراتهم، فقال: فؤاد كل محب في بيوتهم؛ لاستباء نسائهم بالحسن له، ومال كل من ذهب ماله فيها، لرجوعهم من الغارات به. فدل على أن الفلوات منازلهم، والوحوش فيها تجاورهم، والغارات مكاسبهم، والقلوب بحسن نسائهم تتابعهم. ما أَوْجُهُ الحَضَرِ المُسْتَحْسنَاتُ بِهِ كأَوْجُهِ ... البَدَويَّاتِ الرَّعابِيبِ حُسْنُ الحَضَارَةِ مَجْلُوبٌ بِتَطْرِيَةٍ ... وفي البَدَاوَةِ حُسْنٌ غَيْرُ مَجْلُوبِ أَيْنَ المَعِيْزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً في الحُسْنِ والطَّيْبِ الحضر: خلاف البدو، وأخبر عنه وهو يريد أهله، على سبيل التجوز، والرعابيب من النساء: الطوال القدود، الناعمات الأحسام، الواحدة رعبوبة، والحضارة: سكنى

1 / 76