Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

Ibn Iflili d. 441 AH
52

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Baare

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

واخفت أصوات أهلها بلجبه، وغطى عليها بكثرة عدده، فما أخبثه في طلب قتلهم، ومحاولة الظفر بهم، عند معرفته بعلة سيف الدولة، ومسارعته إلى انتهاز تلك الفرصة، ومبادرة تلك الغرة، وما أخيبه في ترك مت طلبه، وإعراضه عما قصده، عند مقاربة سيف الدولة له، ودنوه منه، واعتصامه بالفرار بنفسه، ومعرفته بما له مع سيف الدولة في حربه. نَأَيْتَ فَقَاتَلَهُمْ باللَّقاءِ ... وجئتَ فَقَاتَلَهُمْ بالهَرَبْ وكانوا لَهُ الفَخْرَ لَما أَتَى ... وكُنْتَ لَهُ العُذْرَ أَمْا ذَهَبْ يقول لسيف الدولة: نأيت عن أهل الثغر، ووقفتك عنهم علتك، فقاتلهم الدمستق بغزو أرضهم، ولقاء خيلهم، وجئت نحوهم فقاتلهم بالهرب عنهم، والفرار منهم. ثم قال: وكانوا له الفخر بغزوه إليهم، وإقدامه عليهم، وكنت له العذر في انصرافه عما كان أنفذه من قصدهم، وفراره عما اقتحم فيه من أرضهم؛ لأن من عجز عن حربك فهو غير ملوم في عجزه، ومن فر عن لقاك فهو غير مضيق عليه في عذره. سَبَقْتَ إليْهِمْ مَنَاياهُمُ ... ومَنْفَعَةُ الغَوْثِ قَبْلَ العَطَبْ فَخَرُّوا لِخَالِقِهِمْ سُجَّدًا ... وَلَوْ لَمْ تُغِثْ سَجَدوا لِلصُّلُبْ وَكَمْ ذُدْتَ عَنْهُمْ رَدًى بالرَّدَى ... وَكَشَّفتَ مِنْ كُرَبٍ بالكُرَبْ ذدت: بمعنى دفعت، والعطب: الهلاك. فيقول لسيف الدولة: سبقت إليهم مناياهم التي كانت قد قاربتهم ومهالكهم التي كانت شافهتهم، مسرعا نحوهم غير متوقف، ومبادرا غير متأخر، ومنفعة الغوث أن تكون قبل وقوع العطب، وفائدته أن يسبق به قبل حلول التلف. ثم قال: فخر أهل الثغر لخالقهم ساجدين لقصدك نحوهم، ونادوك شاكرين على احتلالك أرضهم، ولو لم تغثهم لغلبت الروم عليهم وكانوا يفتنونهم عن دينهم،

1 / 52