قال ارسطاطاليس فبين مما قيل ان بنوع ما كل شىء يكون من مشارك بالاسم مثل الذى بالطباع او من جزء مشارك الاسم مثل البيت من البيت او بفعل فان المهنة الصورة او من جزء له جزء ان لم يكن تكون بنوع العرض فان الفاعل هو قبل ذلك بذاته جزء فان الحرارة بالحركة صيرت حرارة فى الجسد وهذا برء او جزء فانه يتبعها جزء ما من اجزاء البرء بذاته ولذلك يقال انه يفعل لانه يصنع البرء بذلك الشىء الذى يتبعه وتعرض له حرارة التفسير انه يذكر بهذا القول ما تقدم بيانه ويجمعه فقال فبين مما قيل ان بنوع ما كل شىء يكون من مشارك بالاسم يريد فبين مما قيل ان كل شىء انما يتكون عن مواطئ له فى الاسم والمعنى وقوله مثل الذى بالطباع يريد وذلك مثل الانسن يكون عن انسان ثم قال او من جزء مشارك الاسم مثل البيت من البيت او بفعل فان المهنة الصورة او من جزء له جزء ان لم يكن تكون بنوع العرض˹ فيعنى بقوله من مشارك الاسم˹ المتكونات المتناسلة الطبيعية كما قلنا ويعنى بقوله او من جزء مشارك الاسم˹ ما يكون عن الصناعة وانما قال فى هذا ˺من جزء˹ لان المصنوع يلتئم من مادة وصورة وليس فى نفس الصانع من المتكون الا الصورة فقط وهى جزء من المتكون ولذلك قال فان المهنة الصورة يعنى ان المهنة انما هى صورة المتكون لا انها مجموع المادة والصورة كالحال فى المتكونات الطبيعية ولذلك لم يقل فى هذه انه يتكون كل عن كل وقوله مثل البيت من البيت يعنى مثل تكون البيت الذى من اللبن والحجارة عن البيت الذى فى نفس الصانع ويعنى بقوله او بفعل يعنى او بفعل واحد من افعال المهنة لا بجميع افعالها وقوله او من جزء له جزء ان لم يكن تكون بنوع العرض يريد او بفعل الصناعة فى الموضوع بجزء من اجزائها فيما له من الموضوعات اى ماله جزء ايضا من اجزاء الطبيعة وهذه هى الصنائع التى تلتئم افعالها من الصناعة والطبيعة ولذلك تفعل الصناعة الجزء من الفعل الذى لها فى امثال هذه ثم ينتظر وجود الغاية من قبل فعل الطبيعة وهذه هى حال صناعة الطب وصنائع الفلاحة مع القوى الطبيعية التى فى بدن الحيوان وفى البزور والغروس والزبر والتلقيح وقوله ان لم يكن تكون بنوع العرض يريد ان لم يكن تكون احد الجزءين عن الثانى بنوع العرض وانما استثنى ذلك لان ما تتولد بعضها عن بعض بنوع العرض ليس تكون متواطئة وقوله فان الفاعل هو قبل ذلك بذاته جزء يريد ان الفاعل الاول الذى من قبل الصناعة هو موجود قبل الجزء الفاعل الذى من قبل الطبيعة وقوله فان الحرارة بالحركة صيرت حرارة فى الجسد وهو برء او جزء برء فانه يتبعها جزء من اجزاء البرء بذاته يريد مثل الحرارة التى تتبع حركة البدن فانها برء ما لانها تولد فى البدن حرارة ما وتولد تلك الحرارة هو برء او يتبعها البرء وبالجملة فان الحرارة التى فى البدن اما ان تكون جزءا من البرء واما ان تكون برءا بالقوة لانه يتبعها جزء البرء الذى هو بمنزلة الكمال الاخير لها وقوله ولذلك يقال انه يفعل لانه يصنع البرء بذلك الشىء الذى يتبعه وتعرض له حرارة يريد ولذلك يقال فى الدلك او الرياضة انها تفعل البرء لانه تفعل الشىء الذى يتبعه بذاته البرء من قبل ان ذلك الشىء الذى تعرض له الحرارة يفعله الطبيب
Bogga 877