قال ارسطاطاليس واما التى تكون فمنها ما يكون بالطبع ومنها بالمهنة ومنها من الذى بذاته وجميع التى تكون شىء ومن شىء وبشىء وانما اقول شىء كل واحد من المقولات اما هذا واما كم واما كيف واما اين واما المتكونات فبعضها طبيعية وهى التى كونها من الطبيعة ومنها الذى منه يكون الذى نقول انه عنصر ومنها الذى به يكون شىء من الاشياء التى هى بالطبع اما هذا الشىء او انسان او نبت او شىء اخر مثل هذه التى نقول انها جواهر وجميع التى تكون اما بالطبع واما بالمهنة فلها عنصر وذلك ان كل واحد منها له قوة ان يكون والا يكون وهذا فى كل واحد هو العنصر والذى منه طبع كل والذى به الطبع ايضا فان المكون له طبع مثل بيت حيوان والذى به الطبع الذى يقال بالصورة او شبيه بالصورة وهى فى اخر فان الانسان يلد انسانا فالتى تكون بحال الطبيعة فعلى هذا تكون واما المتكونات الاخر فتقال افاعيل وجميع الافاعيل اما من مهنة واما من قوة واما من فكرة وبعضها يكون من الذى بذاته ومن البخت ايضا التفسير غرضه فى هذا الفصل ان يبين ان الصور التى يقول بها افلاطون ليس لها غناء فى الكون وذلك ان افلاطون يضع لها غناء فى الكون وهو الغناء الذى يكون لمثال المصنوع عند الصانع وذلك انه لما ابطل ان يكون لها غناء فى العلم ان سلمنا انها موجودة يريد ايضا فى هذا الفصل ان يبطل ان لها غناء فى الكون ان سلمنا ايضا انها موجودة فقوله فاما التى تكون فمنها ما يكون بالطبع ومنها بالمهنة ومنها من الذى بذاته يريد وهو بين ان كل ما يتكون فانه يتكون عن احد ثلثة اشياء اما عن الطبيعة واما عن الصناعة واما من تلقاء نفسه وهو المسمى بالاتفاق ثم قال وجميع التى تكون شىء ومن شىء وبشىء يريد وجميع الاشياء التى تكون هى شىء ما من المقولات العشر وتتكون من شىء ما وهو العنصر وبشىء ما وهو الفاعل ثم قال وانما اقول شىء كل واحد من المقولات اما هذا واما كم واما كيف واما اين يريد ونعنى بقول ان المتكونات هى شىء انها اما جوهر واما واحد من سائر المقولات وانما قال ذلك لان كل ما يتكون فهو واحد من المقولات العشر ثم قال واما المتكونات فبعضها طبيعية وهى التى كونها من الطبيعة يريد واما المتكونات فبعضها طبيعية وهى التى تكون عن الطبيعة ولما ذكر المتكونات بالطبع اخذ يخبر ان السبب المادى لكل واحد منها هو من جنسها فقال ومنها الذى منه يكون الذى نقول انه عنصر ومنها الذى به يكون شىء من الاشياء التى هى بالطبع اما هذا الشىء او انسان او نبت يريد ومن المتكونات بالطبع يوجد السبب العنصرى والفاعل للمتكونات مثل النبت او غير ذلك من المتكونات وقوله او شىء اخر مثل هذه التى يقال انها جواهر˹ دل بذلك على ان كلامه انما هو فى المتكونات التى فى مقولة الجوهر وهى التى تخص باسم المتكون واما المتكونات التى فى باقى المقولات فاسم الافاعل اخص بها من اسم المتكونات الطبيعية ولما بين ان المتكونات الطبيعية تكون من عنصر وعن فاعل هما من جنسها اى من المتكونات بالطبع اخذ يخبر ان الامور الصناعية تشترك مع الامور الطبيعية فى تلك الثلاثة الامور اعنى انها من عنصر وانها بشىء ما وانها عن شىء ما وابتدا بالعنصر فقال وجميع التى تكون اما بالطبع واما بالمهنة فلها عنصر˹ ثم اتى بالسبب الذى من اجله وجب ان يكون لكل واحد منهما عنصر فقال وذلك ان كل واحد منهما له قوة ان يكون وان لا يكون وهذا فى كل واحد هو العنصر والذى منه طبع الكل يريد وذلك انه يلفى لكل واحد منهما شىء يمكن ان يقبل الصورة الطبيعية والصناعية او لا يقبلها وما هو بهذه الصفة فهو المسمى عنصرا ومادة وهو الذى منه طبع الكل وقوله والذى له الطبع ايضا فان المكون له طبع مثل بيت حيوان يريد ويشترك ايضا الشىء المتكون الذى له الصورة والطبع />فان المكون له طبع وصورة مثل الانسان فى الامور الطبيعية والبيت فى الامور الصناعية والشىء المكون له فى الصورة والطبع وهذا هو الذى دل عليه بقوله والذى به الطبع الذى يقال بالصورة او شبيه بالصورة وهى فى اخر فان الانسن يلد انسانا˹ وانما قال او شبيه˹ تحفظا من الاشياء التى تتولد عن الطبيعة المشتركة لصورتين مختلفتين مثل تولد البغل عن الحمار والفرس وقوله واما المتكونات الاخر فتقال افاعيل يريد واما المتكونات الاخر ما عدى التى فى الجواهر فهى اخص باسم الافاعيل منها باسم المتكونات ولما ذكر هذه ذكر الاسباب الفاعلة ايضا لهذه فقال وجميع الافاعيل اما من مهنة واما من قوة واما من فكرة وبعضها يكون من الذى بذاته ومن البخت ايضا يريد بالمهنة الصناعة ويريد بالقوة القوة النفسانية والطبيعية ويريد بالفكرة ما يفعله الانسان عن الروية والاختيار ويريد بالذى بذاته الاتفاق الذى يكون من قبل الطبيعة ومن قبل النفس وبالبخت الذى يكون عن الاختيار على ما تبين فى الثانية من السماع وانما لم يقل فى المتكونات بالطبيعة اعنى المتكونات فى الجوهر انها تتكون عن الذى بذاته لانه لا يوجد نوع من الانواع يحدث عن الاتفاق وانما يوجد فيه شىء شبيه بما يحدث عن الاتفاق وهى الانواع التى تحدث من ذاتها لا عن ما هو مثلها ولا شبيه بها على ما سيقوله بعد
Bogga 841