قال ارسطاطاليس فلندع حيننا هذا ذكر الجوهر الذى من كليهما اعنى من الهيولى والمثال لانه جوهر اخير وبين ايضا والهيولى ايضا بنوع ما ولنفحص عن الثالث فان فيه تحيرا كثيرا ومقرور به ان جواهر ما محسوسة فليكن طلبنا الاول لهذه التفسير قوله فلندع حيننا هذا ذكر الجوهر الذى من كليهما اعنى من الهيولى والمثال يريد فلنترك الفحص عن الجوهر المركب من الهيولى والصورة وهو الذى دل عليه بالمثال وقوله لانه جوهر اخير وبين ايضا يريد وانما وجب ان نترك الفحص عن المركب لانه جوهر متاخر عن الجوهرين اللذين منهما تركب والفحص انما هو عن علل الاشياء لا عن المعلولات اذ كانت الاشياء معروفة بانفسها وعللها مجهولة وهو ايضا بين بنفسه انه جوهر ثم قال والهيولى ايضا بنوع ما يريد والهيولى ايضا هى معترف بها عند الجميع انها جوهر وانما قال ˺بنوع ما˹ لان القدماء مختلفون فى امر الهيولى فمنهم من كان يرى انها الاجزاء التى لا تتجزى ومنهم من كان يرى انها المتشابهة الاجزاء الى غير ذلك مما عدد فى العلوم الطبيعية واما رايه فيها فانها موجودة بالقوة فلمكان اعتراف جميع القدماء بالهيولى واختلافهم فيها اتى بما المشددة ليدل بها على انهم انما يتفقون من وجودها بالجنس فقط اى ليس هم متفقون عليها باطلاق ويحتمل ان يكون انما اتى بما المشددة لانها جوهر ناقص من قبل انها بالقوة وهو الاظهر وقوله فلنفحص عن الثالث فان فيه تحيرا كثيرا يريد به الصورة ثم قال ومقرور به ان جواهر ما محسوسة فليكن طلبنا الاول لهذه يريد ولما كان من المعروف بنفسه ان اشخاص الجوهر موجودة وجواهر فقد ينبغى ان نجعل طلبنا للجوهر الذى هو جوهر اول لهذه الجواهر وعلة لها اى بغير وسط وينبغى ان تعلم ان الفرق بين هذا الفحص هاهنا وبين الفحص فى اول السماع الطبيعى عن المادة والصورة ان ذلك الفحص الذى فى اول السماع لما كان بما هو فحص طبيعى لم يفض به الا الى بيان المادة الاولى فقط بما هى مادة لا بما هى جوهر والى الصور الطبيعية فقط لا الى الصورة الاولى لجميع الاشياء المحسوسة ولا الى الصورة من حيث هى جوهر ولذلك لم يفض النظر فى الصور الطبيعية بما هى طبيعية الى الصورة الاولى وذلك ان النظر فى الصورة الذى يفضى به الى الصورة الاولى هو النظر فيها من حيث هى جوهر وليس ينظر العلم الطبيعى فى الاشياء من حيث هى جواهر واما المادة الاولى فينظر فيها صاحب العلمين اما صاحب العلم الطبيعى فينظر فيها من حيث هى مبدا للتغيير واما صاحب العلم الالاهى فينظر فيها من حيث هى جوهر بالقوة وارسطو لما نظر فيها فى العلم الطبيعى اكتفى بنظره فيها فى ذلك العلم عن النظر فيها فى هذا العلم اذ كانت السبيل الخاص التى يتطرق منها الى معرفة ذوات الاشياء المجهولة هى افعالها الخاصة بها وفعل الهيولى انما هو التغيير واما الصور فلما كانت كثيرة ولم يكن لها فعل واحد مشترك لم يمكن ان يبين من افعالها فى العلم الطبيعى الصورة الاولى وانما مقدار ما تبين من ذلك ان افعال الصور تنتهى الى فعل صورة اولى ليست فى مادة وهو المحرك الاول ولم يبين من فعل هذه الصورة هل هى جوهر ام لا وهو فى هذا العلم انما يطلب مبدا الجوهر الاول فلذلك جعل ابتداء الفحص عنه من مبادى الجواهر المحسوسة فاذا تبين له ان مبادى الجواهر المحسوسة اعنى الصور هى جواهر وكان قد تبين فى العلم الطبيعى ان هناك جرما محسوسا هو السبب فى سائر الجواهر المحسوسات ومتقدم عليها تبين ان صورة هذا الجرم هى مبدا الجوهر الاقصى المتقدم على سائر الجواهر وانه المعطى سائر الجواهر الجوهرية الكائنة الفاسدة
[10] Textus/Commentum
Bogga 781