154

Sharaxa Kadib Dabiiciga

شرح ما بعد الطبيعة

Noocyada

Falsafad

قال ارسطو وانية الواحد هى ابتداء ما للعدد فان المكيال الاول هو ابتداء والشىء الذى نعرفه اولا هو عندنا المكيال الاول لكل جنس فابتداء المعرفة فى كل واحد من الاشياء الواحد وليس الواحد فى جميع الاجناس هو بعينه فان فى بعضها الارخاء واحد وفى بعضها المصوت واحد وفى بعضها الذى ليس بمصوت واحد وواحد الثقل اخر والذى فى الحركة اخر وفى جميع الاشياء الواحد هو الذى لا يتجزا اما بالكمية واما بالصورة فمن الذى لا يتجزا بالكمية ما كان منه لا يتجزا البتة ولا له وضع يقال واحد وما كان منه لا يتجزا البتة وله وضع هو العلامة وما يتجزا بنوع واحد فهو الخط وما يتجزا بنوعين فالسطح وما يتجزا بجميع الثلثة الابعاد بالكلية فهو جرم وتقال هذه بعكس القول اما الذى ينقسم بنوعين انه سطح والذى بنوع واحد خط والذى لا ينقسم البتة بالكمية علامة وواحد فالذى ليس له وضع منها هو الواحد والذى له وضع فالعلامة وايضا من الاشياء ما هو واحد بالعدد ومنها ما هو واحد بالصورة ومنها واحد بالمساواة ومنها واحد بالجنس فالتى هى واحد بالعدد هى التى عنصرها واحد والتى بالصورة واحد هى التى كلمتها واحدة والتى بالجنس واحد هى التى شكل محمولها واحد والتى بالمساواة واحد هى التى نسبتها واحدة كنسبة الشىء الى شىء اخر وفى هذه الاشياء الاواخر ابدا تتبع الاوائل كقولنا ان كل ما كان واحدا بالعدد فهو بالصورة ايضا واحد وما كان واحدا بالصورة فليس هو واحدا بالعدد على كل حال بل كل ما كان واحدا بالصورة فهو واحد بالجنس وكل ما كان واحدا بالجنس فليس واحدا بالصورة على كل حال وليس جميع كل ما كان بالمساواة واحدا هو واحد بالجنس فبين ايضا ان اشياء كثيرة تقال على مقابلة الواحد اما بعضها فلانها ليست بمتصلة وبعضها لان عنصرها يتجزا بالصورة واخر بالمقابلة لان الكلمات التى تدل على الانيات كثيرة التفسير قوله وانية الواحد هى ابتداء ما للعدد يريد وحد الواحد انه مبدا العدد لا انه عدد ثم قال فان المكيال الاول هو ابتداء يريد وانما كان الواحد مبدا العدد لان الاشياء انما تكال وتقدر اولا وبالذات بالشىء الاول الذى هو فيها غير منقسم وهو الذى منه تركب فيجب فى كل مقدار اول ان يكون بهذا اولا بما هو وان يكون هو المبدا وذلك ان فى كل جنس يوجد فى الموجود فيه اول فى الوجود وفى المعرفة ثم قال والشىء الذى نعرفه اولا هو عندنا المكيال الاول لكل جنس يريد والشىء الذى هو عندنا مبدا معرفة الشىء بسببه هو المقدر الاول فى كل جنس يريد والمكيال فى كل شىء هو الاعرف عندنا لان به يعرف المكيل ومن قبله تعرف الباقية فى ذلك الجنس ثم قال فابتداء المعرفة فى كل واحد من الاشياء هو الواحد يريد واذا كان الواحد هو المكيال الاول بالطبع لكل واحد من الاجناس والمكيال هو ابتداء المعرفة فى كل شىء فالواحد فى كل جنس هو ابتداء المعرفة فى ذلك الجنس ثم قال وليس الواحد فى جميع الاجناس هو بعينه فان فى بعضها الارخاء واحد وفى بعضها المصوت واحد وفى بعضها الذى ليس بمصوت واحد وواحد الثقل اخر والذى فى الحركة اخر يريد وليس الواحد فى جميع الاجناس الذى به يعرف جنس جنس هو طبيعة واحدة بعينها بل هو فى كل جنس غيره فى الاخر مثال ذلك ان الواحد فى النغم هى النغمة التى تسمى الارخاء واحسب هذه هى التى تسمى عندنا البعد الطنينى وفى الالفاظ المصوتة المقطع المصوت هو الواحد وفى غير المصوتة المقطع الغير مصوت ونعنى بالمقطع المصوت الذى يسمونه اهل صناعة العروض المقطع الممدود وبغير المصوت المقطع المقصور لان الحروف الغير مصوتة ليس لها وجود الا مع المصوتة فان اقل ما ينطق به هو الحرف الغير مصوت والمصوت وكذلك الواحد فى الاثقال هو ثقل ما اصغر ما يلفى عند الحس والواحد فى الحركة هى الحركة السريعة مثل الحركة اليومية ولما اخبر ان الواحد فى كل جنس هو الذى بمعرفته يعرف ذلك الجنس اتا بالحد العام لجميع الاحاد وهو الدال فى الحقيقة على انية الواحد وجوهره فقال وفى جميع الاشياء الواحد هو الذى لا يتجزا اما بالكمية واما بالصورة يريد والواحد بالجملة الداخل فى هذا الجنس هو الذى لا يتجزا اما فى الكمية واما فى الصورة والكيفية ثم قال فمن الذي لا يتجزا بالكمية ما كان منه لا يتجزا البتة ولا له وضع يقال واحد يريد فما كان منه لا يتجزا البتة فى الكمية ولا له وضع من شىء فهو الواحد الذى هو مبدا العدد ثم قال وما كان منه لا يتجزا البتة وله وضع فهو العلامة يريد وما كان منه لا يتجزا ايضا البتة فى الكم وكان له وضع فهى النقطة وانما اراد بالوضع ان النقطة هى نهاية الخط ومبداه ثم قال وما يتجزا بنوع واحد فهو الخط يريد وما كان مما له وضع ولا يتجزا الا بجهة واحدة فقط فهو الخط ثم قال وما يتجزا بنوعين فالسطح يريد وما يتجزا بنوعين اى فى الطول والعرض فهو السطح ثم قال وما يتجزا بمجموع الثلثة الابعاد بالكلية فهو جرم يريد وما يتجزا الى طول وعرض وعمق فهو الجسم وهو الواحد بالكلية اى التام ثم قال وتقال هذه بعكس القول اما الذى ينقسم بنوعين انه السطح والذى بنوع واحد خط والذى لا ينقسم بالكمية البتة علامة وواحد والذى ليس له وضع منها هو الواحد والذى له وضع فالعلامة˹ وانما اراد بهذا ان يعرف انها حدود لكونها منعكسة ولما فرغ من قسمة الواحد بهذا النوع اخذ يقسمه بنوع اخر فقال وايضا من الاشياء ما يقال واحد بالعدد ومنها واحد بالصورة ومنها واحد بالمساواة ومنها واحد بالجنس˹ ثم اخذ يفسر كل واحد من هذه فقال والتى هى واحد بالعدد هى التى عنصرها واحد يريد والواحد بالعدد قد يقال على الذى عنصره واحد والفرق بين هذا وبين الواحد الذى هو مبدا العدد ان هذا الواحد هو فى هيولى والواحد الذى هو مبدا العدد هو فى غير هيولى ثم قال والتى بالصورة واحد هى التى كلمتها واحدة يريد والكثرة بالعدد اى بالعنصر التى هى واحدة بالصورة هى التى حدها واحد وهذه هى التى هى واحدة بالنوع الحقيقى وهو الذى ينقسم الى الاشخاص ثم ذكر ما هى الواحدة بالجنس فقال والتى بالجنس واحد هى التى شكل محمولها واحد يريد والتى يقال فيها انها واحدة بالجنس هى التى هى داخلة تحت مقولة واحدة هذا هو الذى اراد بقوله التى شكل محمولها واحد وانما قال ذلك لان الامور الواحدة بالصور منها ما هى صور نوعية ومنها ما هى جنسية ثم قال والتى بالمساواة واحد هى التى نسبتها واحدة كنسبة الشىء الى شىء اخر يريد والواحد قد يقال على الواحدة بالتناسب مثل ما يقال ان نسبة الرئيس من المدينة والملاح من السفينة نسبة واحدة ثم قال وفى هذه الاشياء الاواخر ابدا تتبع الاوائل يريد بالاوائل ما هو اعم وبالاواخر ما هو اخص ثم قال كقولنا ان كل ما كان واحدا بالعدد فهو بالصورة ايضا واحد يريد ان كل ما كان واحدا بالعدد فانه يلزمه ان يكون مع ما هو مغاير له بالعدد ايضا واحدا بالنوع مثال ذلك ان زيدا لما كان واحدا بالعدد لزم ان يكون هو وعمرو واحدا بالصورة ثم قال وما كان واحدا بالصورة فليس هو واحدا بالعدد على كل حال يريد وليس تتبع الاوائل الاواخر اعنى انه لا ينعكس اللزوم فى هذه وذلك ان ما هو واحد بالنوع فليس هو واحد بالعدد اصلا لان الواحد بالنوع مما يصدق اقل ذلك على اثنين بالعدد وانما قال على كل حال لانه قد يعرض للواحد بالنوع ان يكون واحدا بالعدد اذا لم يوجد من النوع الا شخص واحد ثم قال وكل ما يقال واحد بالصورة فهو واحد بالجنس وكل ما كان واحدا بالجنس فليس واحدا بالصورة على كل حال يريد وكل ما هو واحد بالنوع فهو واحد بالجنس مثال ذلك ان زيدا وعمرا واحد بالنوع لان كليهما انسان وهما واحد بالجنس لان كليهما حيوان وليس ينعكس هذا ولا بد مثال ذلك ان زيدا وهذا الفرس هما واحد بالجنس لان كليهما حيوان وليس هما واحدا بالنوع لان هذا انسان وهذا فرس ثم قال وجميع ما كان بالمساواة واحدا هو واحد بالجنس يريد وكل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس وليس ينعكس هذا حتى يكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة وانما كان ذلك كذلك لان المساواة جنس ما ثم قال فبين ايضا ان اشياء كثيرة تقال على مقابلة الواحد اما بعضها فلانها ليست بمتصلة وبعضها لان عنصرها يتجزا بالصورة واخر بالمقابلة لان الكلمات التى تدل على الانيات كثيرة يريد واذ قد تبين ان الواحد يقال على انواع كثيرة وكانت الكثرة تقابل الواحد فبين ان الكثرة تقال على انواع كثيرة اى لكل واحد كثرة يقابلها ثم تمثل فى ذلك ببعض ما تقدم فقال اما بعضها فلانها ليست متصلة وبعضها لان عنصرها يتجزا بالصورة واخر بالمقابلة لان الكلمات التى تدل على الانيات كثيرة يريد مثال ذلك انه قد تبين ان احد ما يقال عليه اسم الواحد هو المتصل وايضا على التى عنصرها واحد او جنسها فيقال ايضا كثيرة على مقابلة هذين اما على التى هى غير متصلة واما على التى ليس عنصرها واحدا من قبل انقسام العنصر اما بالصورة المختلفة بالنوع واما بالصورة المختلفة بالتضاد وهذا هو الذى دل عليه بقوله لان عنصرها يتجزا بالصورة واخر بالمقابلة يريد والتى يقال انها كثيرة بالعنصر بعضها يقال فيها ذلك لان عنصرها يتجزا فى بعضها بالصورة النوعية وفى بعضها يتجزا بالصورة المتضادة وقوله لان الكلمات التى تدل على الانيات كثيرة يريد وانما اختلفت الصور التى ينقسم بها العنصر لان الصور التى تدل على ماهيات الاشياء كثيرة

Bogga 551