143

Sharaxa Kadib Dabiiciga

شرح ما بعد الطبيعة

Noocyada

Falsafad

قال ارسطو العلة تقال على نوع واحد الذى منه يكون شىء وهو فيه مثل النحاس للصنم والفضة للخاتم وما اشبه ذلك من الاجناس وتقال على نوع اخر الصورة والمثال وهذا هو كلمة تدل كينونة الشىء واجناسه مثل ما ينسب نسبة الاثنين الى الواحد الى الذى بالكل وجميع العدد واجزاء الكلمة كذلك وايضا تقال على نوع اخر من حيث ابتداء التغير والسكون الاول مثل ما يقال المشير علة والاب للولد وبالجملة الفاعل للمفعول به والمغير للمتغير وايضا تقال بنوع اخر كالتمام وهذا هو الذى يكون الشىء من اجله مثل الصحة علة المشى فانا اذا سئلنا لم يمشى قلنا ليكون صحيحا واذا نحن قلنا هذا القول نرى انا قد ادينا العلة وكذلك سائر الاشياء التى بها يكون التمام بحركة شىء اخر وهو متوسط مثل ما يقال علة الصحة الحمية والاستفراغ او الادوية او الالات فان جميع هذه تتخذ لطلب التمام والفصل بينهما ان بعضها كالالات وبعضها كالافعال فالعلل تقال اكثر ذلك على هذه الانواع فلان العلل تقال بانواع كثيرة يعرض ان تكون علل كثيرة لشىء واحد ولا كن بنوع العرض مثل الصنم فان صناعة الاصنام علة والنحاس ايضا ليس بشىء اخر الا بانه صنم ولكنه ليس بنوع واحد بل احدهما كالهيولى والاخر كالذى منه تكون الحركة والنصب والصحة علل بعضها لبعض فان النصب علة الصحة وهى علة النصب ولاكنها ليست بنوع واحد بل بعضها مثل التمام وبعضها مثل ابتداء الحركة وايضا تكون علة واحدة للاشياء المتضادة مثل الشىء الذى اذا كان حاضرا كان علة ما ينبغى واذا غاب هذا بعينه ربما كان علة ضد ذلك مثل غيبة مدبر السفينة ربما كان علة انقلابها وحضوره علة سلامتها وهذان كلاهما اعنى الحضور وعدم الحضور علل كالمحركة التفسير يقول ان العلة تقال على العنصر مثل ما يقال ان النحاس علة الصنم والفضة علة الخاتم وتقال على الصورة والمثال وقوله وهذا هو كلمة تدل على كينونة الشىء واجناسه يريد وهذه العلة هى التى تدل على صورة الشىء الخاصة به وصورة اجناسه ثم اتا بمثال الصورة التى هى جنس فقال مثل ما ينسب نسبة الاثنين الى الواحد الى الذى بالكل يريد والصورة التى هى صورة الجنس هى مثل نسبة الاثنين الى الواحد فانها كالجنس الى النغمة التى بالكل وذلك ان نسبة الاثنين الى الواحد هى جنس هذه النغمة على ما تبين فى علم الموسيقى وقوله وجميع العدد واجزاء الكلمة كذلك يريد وكذلك العدد هو صورة عامة لاجزاء العدد وكذلك الكلمة اى الحد صورة عامة جنسية لاجزائه اى للحدود التى تحته وقوله وايضا تقال بنوع اخر من حيث ابتداء التغيير والتكون الاول اراد به العلة الفاعلة اعنى من حيث ابتداء التغيير والتكون الاول الذى منه اولا يكون التكون وقوله مثل ما يقال المشى علة يريد مثل كون المشى علة فاعلة للصحة والاب ايضا علة فاعلة للولد ولما ذكر العلل التى على طريق الهيولى والصورة والفاعل ذكر العلة التى هى الغاية ايضا فقال وايضا تقال بنوع اخر كالتمام وهذا هو الذى يكون الشىء من اجله مثل الصحة علة المشى فانا اذا سئلنا لم يمشى قلنا ليكون صحيحا واذا نحن قلنا هذا القول نرى انا قد اتينا بالعلة يريد وقد تقال العلة بنوع رابع وهى العلة التى هى التمام المقصود بفعل الفاعل مثل الصحة التى هى المقصودة بالمشى والرياضة والدليل على ذلك انه اذا قيل لم يمشى فلان ويرتاض قلنا ليكون صحيحا ثم قال وكذلك سائر الاشياء التى يكون بها التمام بحركة شىء اخر متوسط مثل ما يقال علة الصحة الحمية والاستفراغ والادوية والالات فان جميع هذه تتخذ لطلب التمام يريد والاشياء التى فعلها من اجل الغاية منها ما هى تفعل الغاية والتمام بانفسها واولا ومنها ما تفعله بوساطة غيرها مثل فعل الحمية الصحة والاستفراغ فان الاستفراغ يخرج الخلط الفاسد والحمية تصلحه وتستفرغه فيلزم عن ذلك وجود الصحة وكذلك الحال فى الادوية والالات انما تفعل الصحة بتوسط غيرها وكذلك الرياضة ثم قال والفصل بينهما ان بعضها كالالات وبعضها كالافعال يريد وهذه كلها تشترك فى وجود الغاية التى هى الصحة وانما ينفصل بعضها من بعض بان بعضها افعال فقط مثل المشى وبعضها الات مثل الادوية والمبضع والمحاجم ثم قال والعلة تقال اكثر ذلك على هذه الانواع يريد ان اسم العلة يقال على اكثر الامر واشهره على هذه العلل الاربعة وانما قال ذلك لانه قد يقال علل على لوازم هذه ولواحقها واثارها ثم قال فلان العلل تقال بانواع كثيرة يعرض ان تكون علل كثيرة لشىء واحد يريد ولما كانت العلل توجد على انواع مختلفة عرض ان تكون للشىء الواحد بعينه علل كثيرة وانما قال ˺عرض˹ لان من الاشياء ما ليس لها الا بعض العلل اعنى بعض اجناسها ثم اتا بالمثال فى ذلك مما كان مشهورا فى زمانهم ومحمودا فقال مثل الصنم فان صناعة الاصنام علة والنحاس ايضا علة بانه صنم ولا كنه ليس بنوع واحد بل احدهما كالهيولى والاخر كالذى منه تكون الحركة يريد مثال ذلك الصنم فان صناعة عمل الاصنام علة له وكذلك النحاس علة له لا كن بنوعين احدهما كالعلة الهيولانية وهو النحاس والاخرى كالعلة المحركة والمكونة وهى صناعة عمل الاصنام ثم قال والنصب والصحة علل بعضها لبعض فان النصب علة الصحة وهى علة النصب يريد والعلل التى فى الشىء الواحد بعينه بعضها علة لبعض فان المشى علة الصحة على انه فاعل والصحة علة للمشى على انها غاية له ولما عدد انواع العلل فاخذ يذكر احوالها مثل انه يعرض لها ان تكون عللا لشىء واحد ومثل ان بعضها علل لبعض اخذ يذكر ايضا حالة اخرى من احوال العلل فقال وايضا تكون علة واحدة للاشياء المتضادة مثل الشىء الذى اذا كان حاضرا كان علة ما ينبغى واذا غاب هذا بعينه ربما كان علة ضد ذلك يريد ان الاشياء المتضادة عللها متضادة وقد يمكن ان يكون الشىء الواحد بعينه علة للمتضادين لا بجهة واحدة لا كن بجهتين مختلفتين ثم اتى بمثال من ذلك فقال مثل غيبة مدبر السفينة ربما كان علة انقلابها وحضوره علة لسلامتها يريد مثل الملاح فان غيبته عن السفينة قد تكون سببا لعطب السفينة وحضوره سببا لسلامتها ثم قال وهذان كلاهما اعنى الحضور وعدم الحضور علل كالمحركة يريد وهاتان الحالتان من مدبر السفينة هما سببان للعطب والسلامة من جنس الاسباب المحركة والفاعلة

[3] Textus/Commentum

Bogga 487