قال ارسطاطاليس وايضا فان الحال فيما يسال عنه بما هو لا يمكن ان يكون القول فيها خارجا عن الحدود وذلك ان المتقدم دائما هو اولى بالوجود واما الاخير فليس كذلك والشىء الذى اوله ليس بموجود فان ما يتبع اوله ليس بموجود التفسير انه لما بين من امر الاسباب الثلثة انها متناهية اخذ يفعل ذلك فى السبب الذى على طريق الصورة وهو الذى يسال عنه بحرف ما هو فقال وايضا فان الحال فيما يسال عنه بحرف ما هو لا يمكن ان يكون القول فيها خارجا عن الحدود يريد وايضا فان الحال فيما يسال عنه بحرف ما هو وهى صورة الاشياء لا يمكن ان يكون القول فيها مخالفا لطبيعة الحدود اى ان ظهر من طبيعة الحدود انها متناهية وجب ان يكون الامر فى الصورة كذلك ثم قال وذلك ان المتقدم دائما هو اولى بالوجود فاما الاخير فليس كذلك يريد وذلك ان الحد يظهر من امره ان فيه جزءا متقدما وجزءا متأخرا وان الجزء المتقدم فيه اولى بالوجود من المتاخر وانه اذا لم يوجد المتقدم لم يوجد المتاخر فان كان للجزء المتقدم حد وهو الجنس مثلا وكان للجزء المتقدم ايضا من ذلك الحد حد ومر الامر الى غير نهاية لم يكن هنالك اول متقدم واذا لم يوجد اول متقدم لم يكن اخير لان الاخير انما هو اخير للمتقدم فترتفع الحدود وتبطل المعارف ان كانت الصور التى بينت المحدود غير متناهية وهذا هو الذى دل عليه بقوله والشىء الذى اوله ليس بموجود فان ما يتبع اوله ليس بموجود اى ان الشىء الذى يتبع وجوده وجود الاول وهو الاخير اذا لم يكن الاول موجودا لم يكن الاخير موجودا وبالعكس اذا لم يكن الاخير ايضا موجودا لم يكن الاول موجودا
Bogga 35