قال ارسطو وايضا بين انه على هذا القول ستكون جميع الاشياء شيئا واحدا فليكن هذا زورق وطول وانسان ويمكن ايضا ان تقال الموجبة على جميع الاشياء وكذلك السالبة كما يضطر ان يقول من قال بقول افروطاغورش فان اصحاب هذا القول يقولون ان الانسان ليس يظن انه زورق وهو بين انه ليس بزورق وهو ان كان طرفا النقيض صادقين فهو زورق فيجب من هذا ما قال انكساغورش ان جميع الاشياء معا والا يكون شىء بالحقيقة وهؤلاء يشبه ان يكونوا يقولون قولا لاحد له ويظنون انهم يقولون ما هو وهم يقولون ما ليس هو فان الذى هو بالقوة وليس هو بالفعل هو الذى لاحد له فلنسألهم هل الموجبة والسالبة تقال فى الجميع على شىء واحد بعينه فانه مما لا ينبغى فى جميع الاشياء ان تقالا على شىء واحد بل تقال الموجبة على شىء وما ليس يقال على شىء اخر كقولى ان كان قولى ان الانسان ليس بانسان حقا فبين انه ليس بزورق ايضا فانه ان كانت الموجبة فمضطر ان تكون السالبة ايضا وان لم تكن الموجبة فان السالبة التى له احرى ان تكون فان كانت تلك فستكون التى للزورق ايضا وان كانت هذه تكون الموجبة ايضا فان هذا مما يعرض لمن قال هذا القول ويعرض ان يقولوا انه ليس باضطرار ان تكون الموجبة والسالبة على جميع الاشياء فانه ان كان حقا ان انسانا ولا انسان فبين انه حق لا انسان وان لا لا انسان فان كلتيهما سالبتان فان كانت تلك واحدة من اثنتين فهذه ايضا تكون واحدة متعادلة فى الوضع التفسير قوله وايضا بين انه على هذا القول ستكون جميع الاشياء شيئا واحدا يريد وايضا فانه يلزم هذا الوضع ان تكون جميع الاشياء شيئا واحدا ثم قال فليكن هذا زورق وطول وانسان يريد فلننزل ان هذا زورق وطول وانسان اى معانى متباينة ثم قال ويمكن ايضا ان تقال الموجبة على جميع الاشياء وكذلك السالبة كما يضطر ان يقول من قال بقول افراطاغورش يريد ولننزل ايضا ان الموجبة تصدق على جميع الاشياء وكذلك السالبة فان هذا الوضع يلزم من قال بقول افراطاغورش ثم قال فان اصحاب هذا القول يقولون ان الانسان ليس يظن انه زورق وهو بين انه ليس بزورق يريد انه يلزم من قال بقول افراطاغورش ان كل ما يظنه انسان فهو صادق اى تصدق الموجبة والسالبة واذا لزمهم هذا لزمهم ان يكون الانسان والزورق والإله واحدا وان كانوا لا يقولون بهذا والسبب فى هذا عندهم انه ليس يظن احد بالانسان انه زورق ولا انه إله وانما الذى يصدق عندهم الايجاب والسلب معا فى الشىء الواحد اذ كان قد تتعلق الظنون المتقابلة فى الشىء الواحد بعينه مثل ان يظن ظان فى هذا انه زورق واخر انه ليس بزورق فهم يقولون ان الموجبة والسالبة انما تجتمعان فى الشىء الواحد فاما ان يظن احد فى الانسان انه زورق ويظن اخر انه ليس بزورق فليس يقولون بذلك ثم اخذ يذكر كيف يلزمهم ذلك فقال وهو ان كان طرفا النقيض صادقين فهو زورق يريد وانما لزمهم ان يكون الانسان زورقا لانهم اذا سلموا ان الانسان ليس بانسان لزمهم ان يكون الانسان زورقا ثم قال فيجب من هذا ما قال انكساغورش ان جميع الاشياء معا والا يكون شىء بالحقيقة يريد فيلزم افراطاغورش ومن قال بقوله ان يقول ولا بد بقول انكساغورش ان جميع الاشياء هى موجودة معا وان الضد موجود فى الضد والا لم يكن لقول افراطاغورش ان كل ما اعتقده الانسان صادق معنى لان اعتقاد الناس انما هو تابع للموجود لا الموجود تابع لاعتقاداتهم الا لو لم يكن للموجودات وجود الا فى النفس ثم قال وهولاء يشبه ان يقولوا قولا لا حد له ويظنون انهم يقولون ما هو وهم يقولون ما ليس هو يريد ويشبه ان يكون انكساغورش ومن قال بقوله يرومون ان يقولوا فى الموجودات قولا له حد وهم يقولون ما ليس له حد ولا هو موجود فيظنون انهم يقولون ما له حد وما هو موجود وليس لما يقولون حد ولا هو موجود وانما قال ذلك لان جميع الاضداد انما هى موجودة معا بالقوة لا بالفعل وما ليس بالفعل فهو عدم فلذلك قال انهم لما ارادوا ان يحدوا الموجود بما هو حدوه بما ليس هو لان الحد انما هو لما هو بالفعل فلما حدوا الموجودات بانها معا وكانت معا بالقوة والقوة لما ليس بموجود فكانهم حدوها بما ليس هو وهم يظنون انهم يحدونها بما هو ولذلك قال باثر هذا فان الشىء الذى هو بالقوة وليس هو بالفعل هو الذى لا حد له يريد انهم التمسوا ان يحدوا الموجود الذى بالفعل فحدوا الذى بالقوة وهم يظنون انهم يحدون الموجود بالفعل ثم اخذ يذكر كيف يلزمهم قول انكساغورش اعنى ان تكون الاشياء شيئا واحدا فقال فلنسالهم هل الموجبة والسالبة تقال فى الجميع على شىء واحد بعينه فانه مما لا ينبغى فى الجميع ان تقالا على شىء واحد بل تقال الموجبة على شىء وما ليس يقال على شىء اخر يريد فلنسال هولاء القوم يعنى ال افراطاغورش هل يجتمع الايجاب والسلب فى كل شىء ام فى بعض الاشياء دون بعض فانهم يسلمون انه من المحال ان يجتمع الايجاب والسلب فى كل شىء اذ بعض الاشياء ليس يظن احد فيها ظنونا مختلفة مثل الانسان واشياء كثيرة وهذا هو الذى دل عليه بقوله بل تقال الموجبة على شىء وما ليس على شىء اخر يريد انهم يسلمون هذا فى الذوات المختلفة وانما يجحدون هذا فى الذات الواحدة بعينها ثم اخذ يعرف كيف يلزمهم ان تكون الاشياء كلها شيئا واحدا فقال كقولى ان كان قولى ان الانسان ليس بانسان حقا فبين انه ليس بزورق ايضا يريد ان من يضع ان الانسان ولا انسان هو حق يضع ان الانسان ليس بزورق اعنى انه حق ايضا كما يفعل هولاء ثم اخذ يذكر لزوم صدق سالبة الزورق اعنى ان الانسان يصدق عند الجميع انه ليس بزورق فقال فانه ان كانت الموجبة فمضطر ان تكون السالبة وان لم تكن الموجبة فان السالبة احرى بذلك يريد واذا سلم هولاء القوم ان الموجبة والسالبة تصدق على الشىء الواحد فاذا لم توجد الموجبة لشىء فان السالبة احرى الا توجد له مثال ذلك انه ان صدق على الانسان انه لا انسان فاذا كذب عليه انه زورق فاحرى ان يصدق عليه انه ليس بزورق ثم قال فان كانت تلك فستكون التى للزورق ايضا يريد فان صدق على الانسان انه ليس بانسان فاحرى ان يصدق عليه انه ليس بزورق لان قولنا ليس بانسان وليس بزورق سالبتان للانسان فاذا صدقت السالبة الواحدة مع انه انسان اى مع الموجبة فاحرى ان تصدق السالبة الاخرى وهو انه ليس بزورق مع كذب الموجبة انه زورق ثم قال وان كانت هذه تكون الموجبة يريد وان صدق على الانسان انه ليس بزورق كان يصدق ايضا على الزورق ايضا عندهم انه ليس بزورق فيلزمهم ان يكون الانسان يصدق عليه انه زورق وهذا تاليف فى الشكل الاول الانسان ليس بزورق وما ليس بزورق هو زورق فينتج من ذلك ان الانسان زورق فيلزم عن ذلك ان الانسان زورق وليس بزورق كما يقولون انه يصدق عليه انه انسان ولا انسان معا ثم قال فان هذا مما يعرض لمن قال بهذا القول يريد ان هذا يلزم لقائل هذا القول فى جميع الاشياء فتكون الاشياء كلها على هذا شيئا واحدا ثم اخذ يذكر ايضا محالا اخر يلزمهم فقال ويعرض ان يقولوا انه ليس باضطرار ان تكون الموجبة والسالبة على جميع الاشياء يريد ويلزمهم ان يقولوا انه ليس واجبا بالضرورة ان تكون الموجبة والسالبة تصدقان معا على كل شىء بل يصدق على الاشياء ما ليس بموجبة ولا سالبة لان كليهما نقيض وهو قولنا لا موجبة ولا سالبة وهو الذى دل عليه بقوله فانه ان كان حقا ان انسانا ولا انسان فبين انه حق لا انسان ولا لا انسان معا˹ ثم قال فان كانت تلك واحدة من اثنتين فهذه ايضا تكون واحدة متعادلة فى الوضع يريد وذلك انه ان كانت الموجبة والسالبة التعادل فيهما فيما بين اثنين فان التعادل يوجد ايضا فى هذه بين اربعة اعنى ما هو لا موجبة ولا سالبة يقابلان ما هو موجبة وسالبة
Bogga 387