118

Sharaxa Kadib Dabiiciga

شرح ما بعد الطبيعة

Noocyada

Falsafad

قال ارسطو فان قال قائل انه مضطر ان يكون قول القائل انسان يدل على انه لا يمكن ان لا يكون انسان فان كان ذلك كذلك فليس يمكن ان يصدق قولنا ان الشىء الواحد بعينه هو انسان ولا انسان معا وهذا القول جائز ايضا فى قول القائل ان لا انسان لان قول القائل ان انسانا يدل على غير ما يدل عليه قولنا ان لا انسان كما ان قول القائل ان ابيض دليل على غير ما يدل عليه ان انسانا الا ان اسم الانسان ولا انسان يتضادان فى الوضع جدا اكثر من اسم الابيض والانسان فمعلوم ان كل واحد منهما يدل على غير ما يدل عليه الاخر فان قال قائل ان اسم الابيض والانسان يدلان على شىء واحد بعينه نقول له ايضا ما قلناه اولا ان جميع الاشياء على هذا القول شىء واحد بعينه لا الاشياء التى يضاد بعضها بعضا فقط بل جميعها فان لم يمكن ذلك فيعرض ان يكون ما قلناه ان كان المتكلم يجيب عما يسئل فاما ان كان يسئل بنوع مرسل عن السوالب فليس يجيب عما يسئل لانه يمكن ان يكون الشىء الواحد بعينه انسانا وابيض واشياء اخر كثيرة الا انه اذا سئل احد هل يصدق اذا قلنا ان هذا الشىء انسان ام لا يصدق فينبغى له ان يجيب باسم يدل على شىء واحد مما يسئل عنه ولا يزيد فى قوله فيقول ان هذا المقول انسان وابيض وكبير فانه مما لا يمكن ان نحصى جميع الاعراض لكثرتها اذ هى بلا نهاية ولذلك ينبغى له اما ان يحصى جميع ما لا نهاية له واما ان لا يذكر شيئا منها نص من الرومى وكذلك ايضا ان هو سال ولو مرارا هل الشىء الواحد انسان ولا انسان فينبغى ان يجاب السائل ان كان الشىء انسانا بانه انسان وكذلك بانه لا انسان ان لم يكن انسانا وكذلك مع هذا يجاب فى سائر الاشياء التى تعرض يجاب ان كانت او لم تكن فان من فعل هذا الفعل ليس يطلب طلبا طبيعيا التفسير قوله فان قال قائل انه مضطر ان يكون قول القائل انسان يدل على انه لا يمكن الا يكون انسان الى قوله ولا انسان معا يريد فاذا اعترف الخصم مما قلناه انه مضطر ان يكون قول القائل انسان يدل على انه لا يمكن ان لا يكون انسانا فانه يلزمه باضطرار ان لا يصدق قولنا فى الشىء الواحد بعينه انه انسان وانه لا انسان ثم قال وهذا القول ايضا جائز فى قول القائل ان لا انسان يريد واذا لم يصدق قولنا انسان ولا انسان على شىء واحد بعينه فكذلك لا يصدقان ايضا وان قيل لا انسان على ما عدى انسان مثل ان يقال لا انسان على الابيض لان الابيض ليس بانسان ثم اتا بالفرق بين الايجاب والسلب وسائر الاسماء المتباينة فقال الا ان اسم الانسان ولا انسان متضادان فى الوضع اكثر من اسم الابيض والانسان يريد الا ان اسم السلب المطلق والايجاب هما فى الوضع اشد مضادة من اسم السلب والايجاب الذى على جهة العدل مثل قولنا فيما عدى الانسان انه لا انسان وانما كان ذلك كذلك لانه يمكن ان يوجد شىء واحد بعينه انسان وابيض وليس يمكن ان يوجد انسان ولا انسان معا ثم قال فان قال قائل ان اسم الانسان والابيض يدلان على شىء واحد بعينه نقول له ما قلناه اولا ان جميع الاشياء على هذا القول شىء واحد بعينه يريد انه كما يلزم من قال ان السلب المطلق والايجاب يدلان على شىء واحد بعينه ان يكون الموجود والمعدوم شيئا واحدا بعينه كذلك يلزم من قال ان الايجاب والعدل يدلان على معنى واحد ان تكون الموجودات كلها موجودا واحدا بعينه وهذا هو الذى دل عليه بقوله لا الاشياء التى يضاد بعضها بعضا فقط بل جميعها يريد ان هذا ليس يلزم فى الاشياء المتقابلة فقط بل وفى الاشياء الغير متقابلة اعنى ان تكون واحدة ثم قال فان لم يمكن ذلك فيعرض ان يكون ما قلناه ان كان المتكلم يجيب عما يسئل يريد فان لم تمكن هذه المحالات فيعرض ضرورة ان يكون اسم الايجاب والسلب يقتسمان الصدق والكذب دائما على الانسان وعلى كل ما سواه واذا كان ذلك كذلك وجب ان يكون الطلب بالايجاب والسلب المطلق ان كان القائل يريد ان يجيبه بقول واحد عما عنه سال ثم قال فأما ان كان سال بنوع مرسل عن السوالب فليس يجيب عما سال لانه يمكن ان يكون الشىء الواحد بعينه انسانا وابيض واشياء اخر كثيرة يريد فاما ان كان السائل لنا سال بالايجاب وحرف العدل فليس يمكننا ان نجيبه عما سال لان حرف العدل قد يدل على اشياء كثيرة كلها توجد مع الانسان مثل قولنا انسان ولا انسان فانه قد يوجد الانسان مع اشياء كثيرة لا تحصى يصدق عليها انها لا انسان مثل وجود ابيض واشياء كثيرة من سائر الاعراض الموجودة فيه ثم قال الا انه اذا سئل احد هل يصدق قولنا ان هذا الشىء انسان ام لا يصدق فينبغى ان يجيبه باسم يدل على شىء واحد ولا يزيد فى قوله فيقول ان هذا المقول انسان وابيض وكبير فانه مما لا يمكن ان تحصى جميع الاعراض يريد ولذلك اذا سالنا سائل هل يصدق على هذا انه انسان او لا يصدق فينبغى ان نجيبه بانه يصدق عليه او لا يصدق ولا نقول انه يصدق عليه انه انسان وابيض وجميع ما يوجد فيه وانه لا يصدق عليه كذا وكذا فنتعرض لاحصاء جميع ما ليس فيه فان ذلك غير ممكن احصاؤه ثم قال ولذلك يجب اما ان يحصى ما لا نهاية له واما الا نتعرض لذكر شىء منها يريد ولا كن اذا لم يمكن ان يحصر ما لا نهاية له فينبغى الا نتعرض لذكر شىء منها ولهذا قال ولذلك ينبغى له اما ان يحصى جميع ما لا نهاية له واما الا يذكر شيئا منها يريد انه متى سال سائل بحرف السلب يريد به العدل فقد يجب على السائل اما ان يحصى جميع الاشياء المخالفة لاسم الملكة واما الا يجيب فى امثال هذه المسائل ثم قال وكذلك ايضا اذا هو سال ولو مرارا هل الشىء الواحد انسان او لا انسان فينبغى ان يجاب السائل ان كان الشىء انسانا بانه انسان وكذلك بانه لا انسان ان لم يكن انسانا وكذلك مع هذا يجاب فى سائر الاشياء التى تعرض يجاب ان كانت او لم تكن يريد ولمكان هذا اذا سال سائل هل هذا انسان او ليس بانسان نظر المجيب فان كان انسانا قال انه انسان وان كان ليس هو بانسان قال انه ليس بانسان ولا يقول انه انسان ولا انسان معا وهو يفهم من قوله لا انسان موجودا من الموجودات التى يصدق عليها لا انسان والى هذا الفعل اشار بقوله فان من فعل هذا الفعل ليس يطلب طلبا طبيعيا يعنى من دل بالسالب على امر موجود

[13] Textus/Commentum

Bogga 372