المسألة السابعة: التقدير الخاص للعباد
المسألة السابعة: قوله: (ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعًا لأطاعوه).
هذه الجملة متعلقة بالتقدير الخاص للعباد، أي أن الله ﷿ يهدي من يشاء فضلًا منه ونعمة، ويضل من يشاء عدلًا منه وحكمة، وأن الله ﷿ جعل هذا الأمر ابتلاءً، وهذا هو محط الابتلاء والتكليف، وهو أن الله ﷿ غني عن خلقه، ولو شاء لعصمهم جميعًا فما عصوه وكانوا كلهم كالملائكة، لكن لله فيما قدره وشرعه حكمة، وله في ذلك غاية هي منتهى الحكمة وحسن التدبير، فتحقيق الابتلاء للعباد أمر مراد لله ﷿، وهو من كمال حكمته، ومن مقتضيات الابتلاء أن الله ﷿ قدر على بعض العباد الضلال، وقدر لبعض العباد الهداية، ثم إنه لم يكن ذلك على سبيل القسر والجبر كما يقول الجبرية، بل على سبيل الاختيار.
4 / 15