57

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

Noocyada

حكم من أنكر حرفًا من القرآن قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال ﵇: (اقرءوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه). وقال أبو بكر وعمر ﵄: إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه. وقال علي ﵁: من كفر بحرف منه؛ فقد كفر به كله]. في هذه النصوص إشارة إلى أن القرآن حروف، وأنه يتكون من هذه الحروف التي أنزلها الله ﷿، وفي ذلك رد على الذين قالوا: إن القرآن معان نفسية، أو أنه معان قائمة بذات الله، وأن الحروف والأصوات ليست من كلام الله ﷿، فأراد بذلك أن يثبت أن كلمة (حروف) وردت في السنة ووردت على ألسنة الصحابة، أي: أن القرآن وحروفه من كلام الله ﷿ لذلك قال علي بن أبي طالب: من كفر بحرف فقد كفر به كله، وهذا يفهم منه أن القرآن كلام الله؛ لأنه لو لم يكن كذلك -يعني: بحروفه وأصواته- لما كفر الصحابة من أنكر الحرف؛ لأنه قد ينكر أحد من الناس حرفًا ولا ينكر المعنى، وإذا كان كلام الله مجرد المعاني؛ فإن إنكار الحرف لا يتطرق إلى المعاني، وعلى هذا لا يعد من أنكر حرفًا كافرًا، لكن ما دام كلام الله ﷿، وأن الله ﷿ تكلم به بحروفه والأصوات التي تليق بجلال الله ﷿، فهذا يعني أن من أنكر حرفًا؛ فقد أنكر حرفًا من كلام الله ﷿، فمن هنا يكفر. فالإشارة إلى تكفير من أنكر حرف دليل على أن الله تكلم بالقرآن بهذه الحروف التي بين أيدينا على ما يليق بجلال الله ﷿، بكلام ليس ككلام البشر؛ لأن الله سبحانه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:١١].

3 / 9