54

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل

Noocyada

القرآن كلام الله تعالى قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ومن كلام الله تعالى القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود. وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات]. هنا بدأ يفصل في كلام الله ﷿ عمومًا وفي القرآن على وجه الخصوص، فقال: (ومن كلام الله ﷿ القرآن العظيم)، أي أن القرآن كلام الله، وكذلك يعد من كلام الله ﷿ الكتب السابقة المنزلة على أنبيائه السابقين، وإن اختلفت طرق الوحي: فالتوراة من كلام الله ﷿، والإنجيل أيضًا من كلام الله ﷿ قبل التحريف، والقرآن العظيم كلام الله لكن له خصائص كثيرة، ومنها: أنه محفوظ إلى يوم القيامة، وأنه معجز، وأنه نزل به جبريل ﵇ على قلب محمد ﷺ، فالقرآن كله نزل عن طريق جبريل إلى نبينا ﵊، أي نزل بطريقة واحدة من طرق الوحي، لأن طرق الوحي كثيرة نزل بها عموم الوحي، لكن القرآن نزل عن طريق جبريل إلى محمد ﷺ، وجبريل ﵇ سمعه من الله ﷿. (منزل) بمعنى: من الله. (غير مخلوق)، بمعنى أنه كلام الله، وكلام الله صفته، وصفات الله لا يعقل أبدًا ولا يجوز أن يقال بأنها مخلوقة. (منه بدأ) يعني أن الله تكلم به ابتداء. (وإليه يعود)، هذا إشارة إلى ما ورد من آثار بأن القرآن عند قيام الساعة، وعند انتهاء الدنيا، وعندما يعطل ويهجر يرفعه الله ﷿ من الصدور والمصاحف، فيصبح الناس ولا يجدون في صدورهم شيئًا، ولا في مصاحفهم شيئًا. (وهو سور محكمات وآيات بينات) بمعنى أنه بين يشرحه ما بعده، فهو آيات بينة، محكمات، يعني: أن آياتها بينة، محكمات من كل معاني الإحكام. (وحروف وكلمات)، وهذا فيه إشارة إلى أن الله تكلم بالقرآن بحرف وصوت على ما يليق بجلال الله ﷿.

3 / 6