Sharh Li Wasail Wusul
شرح عبد الرحيم الطبيب لكتاب وسائل الوصول إلى مسائل الفصول لإبراهيم الكيشي
Noocyada
4
[aphorism]
قال: قال أبقراط: التدبير البالغ في اللطافة مذموم في الأمراض المزمنة وكذا البالغ فيها إلى القصوى في الحادة إذا لم يحتمله المريض.
[commentary]
أقول: الأمراض جمع المرض. وهو هيئة غير طبيعية تصدر عنها بالذات آفة في الفعل وجوبا أوليا. وهو ينقسم إلى حاد ومزمن، فالحاد ما اشتمل على خطر مع قلة زمانه وقيل هو الذي يكون مع سرعة انقضائه عظيم الخطر ولذلك لا تكون الحمى اليومية مرضا حادا. والمزمن ما يكون زمانه طويلا أعم من أن يكون مع خطر أو لا. والمرض الحاد له امتداد وينمى بين الإفراط والتفريط فالحاد في الإفراط حاد في الدرجة الأولى وفي التفريط حاد في الدرجة الرابعة وإلى الإفراط حاد في الدرجة الثانية وإلى التفريط حاد في الدرجة الثالثة. والحاد في الأول ينقضي في الدور الأول من الرابوعات أي ينقضي إلى اليوم الرابع من المرض والحاد في الثانية ينقضي في الدور الأول من السابوعات أي تكون غايته سبعة أيام، والحاد في الثالثة ينقضي في البحران الثاني من السابوعات أي غايته أربعة عشر يوما، والحاد في الرابعة ينقضي في الثالث منها أي غايته عشرون يوما. وأما الأمراض التي تنقضي فيما بين عشرين وأربعين فهي من المتوسطات بين الحاد والمزمن، ومآل الجميع إما إلى البرء أو العطب. وقد علم بذلك أن المرض المزمن هو الذي يكون ابتداؤه من الأربعين أعم من أن يكون انقضاؤه إلى البرء أو العطب. والتدبير في اللغة PageVW2P004B التصرف والأطباء يطلقونه على معنيين أحدهما التصرف في الأسباب الضرورية لأنها أولى بأن يتصرف فيها، وثانيهما التصرف في الغذاء PageVW0P003B من جهة ما يقلل ويكثر ويلطف ويغلظ لأنه أولى بأن تتصرف فيه من باقي الضروريات وهذا مراد أبقراط ههنا. والغذاء أربعة: اللطيف البالغ في اللطافة كالفراريج ومرقة اللحم للأصحاء والسويق وماء الشعير المتوسط للمرضى، واللطيف البالغ في اللطافة إلى الغاية القصوى كأمراق الدجاج وأطراف الفراريج للأصحاء والجلاب وماء الشعير الرقيق للمرضى، واللطيف جدا كالدجاج وأطراف الأجدية للأصحاء وأمراق الفراريج وثخين ماء الشعير للمرضى، واللطيف مطلقا كلحم الجداء وأطراف الضأن للأصحاء وأطراف الفراريج للمرضى. إذا ثبت هذا فنقول الغذاء البالغ في اللطافة مذموم في جميع الأمراض المزمنة لأن موادها غليظة عسرة الانفعال محتاجة إلى تعب الطبيعة فلا تتمكن من دفعها إلا إذا كانت القوة قوية جدا وهذا لا يمكن إلا في مدة طويلة والقوة لا تفي بها إلى المنتهى مع التدبير البالغ في اللطافة فلا جرم صار فيها رديئا. قوله "وكذا البالغ" إلى آخره أي كذلك التدبير البالغ في اللطافة إلى القصوى في الأمراض الحادة أيضا رديء إذا لم يحتمله المريض أي إذا لم يحتمل أن يبقى به عند المنتهى وافية تدفع المرض ومتى احتمل المريض فالأولى به التدبير المذكور بخلاف التدبير في حال الصحة فإنه أكثر ضررا لأن قوى الصحيح متوفرة، وإنما لم يشرط هذا الشرط في الأمراض المزمنة لأنه لا يوجد فيها ما تحتمل فيه القوة التدبير البالغ في اللطافة.
5
[aphorism]
قال: قال أبقراط: التدبير اللطيف أكثر ضررا مطلقا في PageVW2P005A أكثر الحالات مما هو أغلظ منه قليلا.
[commentary]
* أقول (6) : التدبير اللطيف ضرره أكثر مطلقا أي في الأصحاء والمرضى في أكثر الأحوال مما هو فيه قليل غليظ كالباقين، وإنما قال قليلا لأنه إذا كان كثيرا لا يجوز في أكثر الحالات، وقيد بقوله في أكثر الحالات PageVW0P004A لأن بعضهم واقع في الأمراض المزمنة وبعضهم في الحادة وبعضهم في المتوسطة بينهما. ولا تحتمل القوة فيه هذا التدبير اللطيف ولا شك أن التدبير اللطيف مضر للجميع سيما في الأصحاء فإن قلت قد علم من الفصل المتقدم أن التدبير اللطيف والبالغ في اللطافة مذموم وعلم هذا الحكم من هذا الفصل أيضا، وأحد الفصلين مغن عن الآخر ففيه تكرار، قلت التكرار مندفع لوجهين أحدهما أن التدبير ههنا بمعنى التصرف في الستة الضرورية وثم مختص بالغذاء وثانيهما أن هذا الفصل مختص بالتدبير اللطيف وذلك بالتدبير البالغ في اللطافة وأحدهما غير الآخر.
Bog aan la aqoon