Sharaxa Lamiyatul Cajam
شرح لامية العجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم)
Baare
الدكتور جميل عبد الله عويضة
والناسُ إمَّا جاهلٌ أو ظالمٌ ... فمتى أُطيقُ تكرُّمًا وتكلُّما
ومن شعره (١): (من الوافر)
ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلاَّ ... فؤادَك فهو موضِعُه الأمينُ
إِذا حُفَّاظُ سِرِّك زيدَ فيهم ... فذاك السرُّ أضيعُ ما يكونُ
ومن شعره في الزهد (٢): (من الوافر)
إِذا ما لم تكنْ ملكًا مُطَاعًَا ... فكنْ عبدًا لخالقِه مُطِيعَا
وإِن لم تملكِ الدنيا جميعًا ... كما تهواه فاتركْهَا جميعَا
قال الشارح: يقال أن أول ما ظهرت الكيمياء في جبابرة قوم هود، وتعاطوا ذلك، وبنوا مدينة من ذهب وفضة، لم يخلق مثلها في البلاد، وكان ابن التيميّة ﵀ ينكر ثبوتها، وصنف رسالة في إنكارها، وأمّا الإمام فخر الدين ﵀ فإنه عقد في المباحث الشرقية فصلا في إمكانها، وقد ردّ على الفلاسفة في قولهم بعدم إمكانها، واستدل على إمكانها في الملخص، قال: وأمّا الوقوع فالوصول إليه عسير، فهو يقول أيضا بوقوعها، لكن يعسر، وكذلك/ قال ابن باجة الأندلسي عن الشيخ أبي نصر الفارابي، والظاهر من حال [٤ ب] الطغرائي ﵀ أنه لم يدبر شيئا من الكيمياء، إنما كان يعلمها علما لا عملًا، ألا تراه يقول (٣): (من الطويل)
ولولا ولاةُ الجَورِ أصبحتُ والحصَى بكفَّيَ أنَّى شِئتُ دُرٌ وياقوتُ
وصاحب الشذور من جملة أئمة هذا الفن، صرح بأن نهاية الصنع إلقاء الواحد على الألف، ألا تراه يقول ﵀ في الفائيَّة (٤): (من الطويل)
فعادَ بلطْفِ الحلِّ والعقد جوهرًا ... يطاوعُ في النِّيْرانِ واحدهُ الألفُ
وفي قوله في القصيدة القافيّة (٥): (من الطويل)
فَذانِ هما البدرانِ فاغْنَ بعلمنا تنلْ بهما ما يصبغُ الألفَ دانقه
وكان بعضهم يقول: إنّ المقامات، وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء، وكل ذلك من شغفهم وحبهم لها، نسأل الله العافية بلا محنة، وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ﵀ مغرما بها، وأنفق فيها مالا وعمرا، وقد صحّت كيمياء العشق مع جمال الدين علي بن النبيه حيث يقول (٦): (من الطويل)
_________
(١) ديوانه، ص ٤٠٤
(٢) ديوانه، ص ٢٤٥
(٣) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٢٣
(٤) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٢٤
(٥) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٢٤
(٦) ديوانه / (م)
1 / 11