وقد علموا أن المراد بحصب جهنم معبوداتهم من الموت، وأنزل أيضا زيادة في البيان ودفعا للبهتان: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) إلخ، فشملت عيسى والملائكة، ومن عبد من دون الله، ممن سبقت لهم الحسنى، والذي ضربه مثلا هو ابن الزبعري قبل إسلامه، ومحل بسط ذلك كتب التفسير.
ومن متعلقة بيصد إن كان بمعنى يضحك أو يضج أو يعرض أو يعدل، لأنها للتعليل، أي يعدلون لأجل ضربه مثلا، ولا يمنع من ذلك كون صد بمعنى أعرض وعدل من أجل أنها حينئذ إنما تتعدى بعن، لأن تعديتها بعن إنما هو لمطلوبها من المعرض عنه، والمعدول عنه، وقد قلنا: إن من للتعليل، وهذا كما تقول: أنت من أجل كذا، معرض عني، ولك أن تقول: إن من إذا فسرنا صد بأعرض متعلقة بمعنى الكلام السابق والتقدير: إذا قومك من أجل المثل يعدلون، وكأنه على هذا متعلق بمحذوف، أي يوحدون من أجل المثل معرضين، أو بما في المفاجأة من معنى الفعل.
والظروف والمجرورات يسهل فيها مثل هذا، ولا يبعد، والله أعلم.
ومصدر صد المتعدي صدا، واللازم الذي بمعنى أعرض صدود وبمعنى ضج صديد، وهو قياس لأنه صوت، قاله صاحب تحقيق المقال.
الثاني: أث النبات أو الشجر أو الأغصان أو الشعر يئث ويؤث بمثلثة التف وكثر.
وقال في القاموس: أنه مثلث يضم ويكسر ويفتح ويرد على الناظم أثت المرأة تئث عظمت عجيزتها، فإنه جاء مضارعه بالكسر فقط على القياس، وذكر أث ولم يستثنه، وظاهر القاموس أنه مثلث بل مضموم فقط.
الثالث: خر الصلد أي الحجر يخر ويخر سقط من علو إلى أسفل، وكذا خر الانسان لوجه، والكسر أفصح، وعليه أجمع القراء: (ويخرجون للأذقان سجدا) ، (ويخرون للاذقان يبكون).
وكذا خر الماء أو الريح أو الهو أي صاتت، وخرت العقاب حفت، وخر الانسان مات، وخر على الشئ أقام.
قال في القاموس: الخر السقوط أو من علو إلى أسفل، والصلد بفتح الصاد وتكسر: الصلب الأملس أي من كل شيء لا من الحجارة فقط.
Bogga 28