226

Sharh Lamiyat Afcal

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

Noocyada

ويأتيك كلام الصبان إن شاء الله، ولأجل كونه غاليا يكتفي في الأعلام بحصول الأثر في الإعلام بالتأثير كقولك كسرته، وربما قررنا ينبغي أن يفهم قوله السعد، فإنك إذا قلت كسرته فالحاصل له الكسر على أن الحصول غالب لا واجب، هذا ما أشاروا إليه وأوضحته وبنيته، فاصغ لما أقوله وه الحق إن شاء الله.

وهو: أن علمته في قولك علمته فلم يتعلم، وكسرته في قولك كسرته فلم ينكسر، لم يرد بهما حقيقتهما وإلا ناقضها قولك فلم يتعلم واسم ينكسر، وإنما المراد معنياها المجازيان، أي فعلت ما يؤدى إلى تعلمهولم يتعلم، وفعلت ما يؤدى إلى انكساره ولم ينكسر، وكذا المراد في كسرته فانكسر، وعلمته فتعلم، وإلا لم يكن للترتيب معنى كذا ظهر لي، رأيت بعضهم لابن قاسم، فالحمدالله على موافقة عالم.

فلقائل أن يقول: إن الحصول من تعلق معنى الفعل الحقيقي لازم لا غالب، وأنه لا حاجة إلى أن يفهم قوله: فإنك إذا قلت: كسرته فالحاصل له الكسر، على أن الحصول غالب لا زم، بل يمكن فهمه على أنه لازم بناء على أن المراد قول ماذكر على وجه الحقيقة قولا صادقا كما هو وضع الخبر، بقي شيء وهو أن تفعل وهل هو مطاوع الفعل بمعناه المجازي أول؟

يكون مطاوعا له حينئذ قاله ابن قاسم، قال الطبلاوي: والظاهر أنه مطاوع له اصطلاحا.

قال الصبان: المطاوعة قبول فاعل فعل آخر يلاقيه اشتقاقا، وإن شئت قلت: حصول الأثر من الأول للثاني مع التلاقي اشتقاقا، والقيد الأخير لإخراج نحو: ضربته فتألم ، وقد يتخلف معنى الثاني عن معنى الأول لتوقعه على شيء من جانب فاعل الثاني لم يحصل، كعلمته فيجوز أن يقال فما تعلم، بخلاف كسرته فلا يقال فما انكسر لعدم توقفه على شيء من المنكسر، كذا قالوا، وهو مبني على ما زعموه من كون علمته موضوعا عالما هو من جانب المعلم فقط.

Bogga 226