Sharh Lamiyat Afcal

Qudb Atfayyish d. 1332 AH
201

Sharh Lamiyat Afcal

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

Noocyada

ويأتي كثيرا للمطاوعة فيما فاؤه غير تلك الحروف: كجمعت المال، وغممت زيدا، وشويت اللحم، وعجبت الشيء، وقد يأتي لمطاوعته أفعل كأنجرته فانتجر، وأنصفته فانتصف، وأشعلت النار فاشتعلت، وأضرمتها فاضطرمت، وأوقدتها فاتقدت، أصل اضطرمت اضترمت بضاد فتاء، قلبت لكونها حرف همس بعد حرف إطباق طاء، وأصل اتقدت اوتقدت بكسر همزة الوصل، وسكون الواو، قلبت ياء لسكونها بعد كسرة، وثم قلبت تاء وأدغمت في التاء، وبسط هذا ونحوه لا محل له هنا.

ومن معاني افتعل: مطاوعة فعل بالتشديد: كعطت الرمح فاعتدل، واعتدل في النظم منه، أعني من هذا النوع من المطاوعة، لأنه يقال أيضا عدلت فلانا فاعتدل، وعدلت الميزان فاعتدل، وعدلت شيئا ما فاعتدل، ويحتمل اعتدل في النظم جل معاني افتعل أو كلها بتكلف في بعضها.

ومن معاني افتعل: اتخاذ فاعله شيئا كاختبز، أي أخذ الخبز لنفسه، واصطب الماء إذا كان بمعنى اتخذه لنفسه، واستعده وأصله اصتب قلبت التاء طاء لما مر في اضطرم، واذبح بتشديد الذال أي اتخذ ذبيحة، وأصاله إذتبح، قلبت التاء ذالا فأدغمت فيها الذال، وبسطته في غير هذا، واشتويت اللحم اتخذت شواه.

ومن معاني افتعل: الاختيار كانتقاه واصطفاه، واعتماه واختاره، وانتخبه بالخاء المعجمة، وانتصى بالصاد المهملة أصل انتصى، وانتفى واعتمى، واختار انتصى، وانتقى واعتمى بتحريك الياء آخرا، واختير بتحريكها وسطا، قلبت ألفا لتحركها بعد فتحة، وأصل اصطفى اصتطفى بتحريك الياء، وبين الصاد والفاء تاء قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح، والتاء طاء لأنها همسية بعد إطباقي، ولا يقال: إن الاختيار في الأمثلة مستفاد من أصولها وموادها، لأنا نقول: المستفاد من أصولها وموادها كون الشيء في نفسه حسنا، واستفيد من هيئة افتعل في تلك الأمثلة اختيار غيره له والإطلاع على حسنه.

Bogga 201