Sharh Kitab al-Sunnah by Al-Barbahari - Al-Rajhi

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
111

Sharh Kitab al-Sunnah by Al-Barbahari - Al-Rajhi

شرح كتاب السنة للبربهاري - الراجحي

Noocyada

وجوب الإيمان بأن المريض يؤجر على مرضه قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والإيمان بأن الرجل إذا مرض يأجره الله على مرضه]. لا بد من الإيمان بأن الإنسان إذا مرض فإن الله يأجره على مرضه؛ لقول النبي ﷺ: (ما من رجل تصيبه مصيبة إلا كفر الله من خطاياه، حتى الشوكة يشاكها) فالمرض كفارة للذنوب، والأمراض تحط الخطايا عن المسلم كما تحط الشجرة ورقها. وثبت أن النبي ﷺ لما مرض في حياته أصابه وعك شديد من حمى فجاءه بعض الصحابة فقالوا: (يا رسول الله! إنك لتوعك كما يوعك رجلان، قال: أجل، قالوا: أذلك أن لك أجرين، قال: نعم، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). فالمرض والمصائب والهموم والكفارات والأسقام والمصائب كلها كفارات، ولما نزل قوله تعالى: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ [النساء:١٢٣] قال أبو بكر: يا رسول الله! هذه الآية يقول الله: كل شيء نعمله نجزى به؟ إذًا هلكنا، فقال النبي ﷺ: (يا أبا بكر! ألست تحزن؟ ألست تنصب؟ أليس يصيبك اللأواء؟ فذلك مما تجزون به)، وهذه من الآيات التي فسرها النبي ﷺ. ومن الآيات التي فسرها النبي ﷺ قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام:٨٢] فجاء الصحابة وجثوا على ركبهم وقالوا: (يا رسول الله! أينا لم يلبس إيمانه بظلم-ظنوا أن الظلم هو المعاصي- فقال النبي ﷺ: ليس الذي تعنون ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:١٣]) فالمراد بالظلم الشرك. وتفسير الآية: (الذين ءامنوا) أي: وحدوا، (ولم يلبسوا): لم يخلطوا، (إيمانهم): توحيدهم، (بظلم) أي: بشرك، ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام:٨٢] فسر النبي ﷺ الظلم هنا بالشرك من خلال الآية الأخرى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:١٣].

8 / 10