Sharh Kitab Al-Iman Al-Awsat by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi
شرح كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية - الراجحي
Noocyada
حكم اختبار عامة المسلمين في عقائدهم
السؤال
هل يجوز اختبار الناس في عقائدهم كسؤال العامة: أين الله؟
الجواب
لا يسأل المسلم ولا يمتحن؛ لأن الأصل أن المسلم على التوحيد وعلى العقيدة، الصحيحة فلا يسأل إلا إذا كثر أهل البدع وأهل الضلال وكان هناك حاجة مثلًا إلى إمام يؤم الناس فيمتحن ويسأل فلا يؤم الناس إلا مسلم، أو شخص يريد أن يتزوج وهو شاك في ذلك لكثرة البدع، فلابد أن يمتحن.
وأهل البدع ينكرون السؤال عن الله بأين، يقولون: لا يسأل عن الله بأين؛ لأن (أين) يسأل بها عن المكان، والله ليس له مكان عند أهل البدع، يقولون: الله في السماء وفي الأرض تعالى الله عما يقولون، وهذا كفر وضلال، والنبي ﷺ سأل الجارية قال: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: أعتقها فإنها مؤمنة).
فالمبتدعة الذين أنكروا أن يكون الله في السماء وفي العلو غلطوا النبي ﷺ، قالوا: إن الرسول ﷺ غلط حينما سأل الجارية، أو لأن الجارية أعجمية لا تفهم الدين، فسألها سؤالًا فاسدًا يناسب عقلها وفهمها، ولما قالت: (في السماء) أقرها على جواب فاسد يناسب عقلها وفهمها، وأن الرسول لم يقصد أن يقول: أين الله؟ وإنما قصد أن يقول: من الله؟ لكن لما كانت الجارية أعجمية اضطر ﷺ أن يسألها سؤالًا فاسدًا، ثم أقرها على الجواب الفاسد.
هكذا اتهموا الرسول عليه الصلاة السلام، وكأنه ﷺ عجز عن أن يقول: من الله؟ (من) حرفان، و(أين) ثلاثة حروف، فهؤلاء والعياذ بالله في قلوبهم مرض، ولهذا يكثر النفاق في أهل الكلام وفي أهل البدع، فمن اتهم الرسول ﷺ بهذا يخشى عليه من النفاق، وقد صرح بذلك أهل البدع حيث قالوا: من قال: إن الله في السماء فقد كفر؛ لأنه شبه الله بجسم محدود على محدود، والذي يكون في المكان هو الأجسام والله ليس بجسم، ومن قال: إن الله جسم فقد كفر، هكذا يقولون؛ نعوذ بالله من جهل القلوب!
5 / 21