ويقال له «العبد» بزيادة اللام أيضًا، وقدمه لأنه أشرف أوصاف الإنسان عند الله تعالى، ولذلك قال: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾، ﴿واذكر عبدنا﴾ و﴿نعم العبد﴾ وغير ذلك، وقال:
لا تدعني إلا بـ «يا عبدها» ... فإنه أشرف أسمائي
نسأل الله تعالى أن يحققنا بوصف العبودية له، ويجعلنا من المتسربلين بجلابيبها بجاه محمد وآله. و«الفقير»، المحتاج المضطر غاية الاضطرار، والفقر بالفتح والضم، والافتقار: الحاجة وعدم الغنى، وقد اختلفوا في الفرق بين الفقير والمسكين على أقوال حققتها في شرح نظم الفصيح وشرح القاموس وغيره. والفعل منه افتقر، وفقر كفرح وكرم، ومن هذا الثلاثي بناء قولهم: ما أفقره، وهو أفقر من زيد، لا من افتقر كما توهمه جمع من النحويين، وزعموا أنه شاذ، وقد بسطته في حواشي التوضيح، وشرح الكافية الكبرى، وشرح نظم الفصيح وغيرها بما لا مزيد عليه.
ووصف العبد بالفقر إظهارًا لكمال العبودية والاحتياج إلى الله تعالى، واستشعارًا لقوله تعالى: ﴿يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد﴾. وابراهيم اسمه، وهو بدل من العبد، وذكر اسمه أولًا للتحريض
1 / 38