السمط، بل المراد الزيادة في مراتبه العالية، ومقاماته السامية كما أشار إليه أبو بكر القشيري وغيره من المحققين، وأومأ إليه أبو العالية. وقد خفي أصل معنى الصلاة على كثيرين، فوقعوا في مجازفة بلا تحقيق، وموهوا بأنواع المخالفة عن غير تدقيق، وقد استوفيت ذلك كله في «السمط»، وزدته إيضاحًا في «شرح المضرية»، واستقصيت الأقوال في معنى الصلاة، وأوردت ما شاع على الألسنة من أنها من الله رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن العباد دعاء، وأن ابن هشام في المغني بعد ذلك من جهات مبحوث فيها، وأن أصل ما أورده للسهيلي في نتائج الفكر، وغير ذلك من الأبحاث الشريفة والنكت اللطيفة وقد قال المجد كالجوهري، والسعد في «التلويح» وغيرهم: إن المصدر من صلى: صلاة، قالوا: ولا يقال تصلية، وتمالأ على ذلك جمع من اللغويين والفقهاء والمحدثين، حتى قال الشيخ أبو عبد الله الحطاب في شرح المختصر عن بعض الشافعية: إنه حذر من استعمال لفظ التصلية بدل الصلاة، وقال: إنه موقع في الكفر لمن تأمله، لأن التصلية الإحراق، ثم نقل عن العلاء الكناني المالكي مثله، بل بالغ في الإنكار حتى قال: إن العرب لم تفه بذلك قط، ولا قالت في الصلاة بمعنى الدعاء أو الشرعية، أو على النبي ﷺ تصلية، وإنما يقولون صلاة خاصة، وقد رده شيخ
1 / 48