62

Sharh Kalimat al-Ikhlas by Ibn Rajab

شرح كلمة الإخلاص لابن رجب

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Noocyada

الأحاديث على مَن قال كلمة التوحيد نادِمًا تائِبًا (١).
وهذا المعنى قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض المواضع من كتبه (٢) في توجيه بعض هذه الأحاديث، ومنها حديث صاحب البطاقة؛ بأن المراد مَن قالها على غايةٍ من الصدق والإخلاص على وجه الكمال والتحقيق للتوحيد، ثم لم يرتكب بعد ذلك ذنبًاَ.
فما جاء عن البخاري فيه تقييد هذا بالتوبة، ومعلومٌ أنَّ مَن قال ذلك تائبًا نادمًا على ما سَلَفَ من ذنوبه، ثم بقي على هذه الحال حتى مات، فالأمر فيه واضحٌ، هذا محرَّمٌ على النار، والنار محرَّمةٌ عليه.
ومضمون ومنحى كلام شيخ الإسلام ﵀ ونَقَلَه بعضُ شُرَّاح كتاب التوحيد (٣)، أنَّ المعنى: من قال هذه الكلمة مخلِصًَا كلَّ الإخلاص، وصادِقًا كلَّ الصِّدق، ثم ماتَ على ذلك؛ لأن هذه الحال توجب ألاَّ يُصِرَّ على ذنبٍ من الذنوب، فمن مات على هذه الحال من كمال تحقيق التوحيد، كان هذا التوحيد عاصِمًا له من دخول النار، والله أعلم.

(١) قال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (١/ ٥٢٧): (ويشهدُ لهذا المعنى حديثُ معاذٍ، عن النَّبيِّ ﷺ: «مَن كان آخِرَ كلامِهِ لا إله إلا الله، دَخَلَ الجنَّة»، فإنَّ المحتضرَ لا يكادُ يقولُها إلاَّ بإخلاصٍ، وتوبةٍ، وندمٍ على ما مضى، وعَزْمٍ على أن لا يعودَ إلى مثله، ورَجَّحَ هذا القولَ الخطابيُّ في مصنَّفٍ له مفردٍ في التوحيد، وهو حَسَن).
(٢) ينظر: «مجموع الفتاوى» (٨/ ٢٧٠ - ٢٧١) و(١٠/ ٧٣٤ - ٧٣٥) و(١١/ ٦٦٠) و(٣٥/ ٢٠١ - ٢٠٣)، و«منهاج السنة» (٦/ ١٣٥)، و«مختصر الفتاوى المصرية» (ص ٢٥١ - ٢٥٤) و(ص ٢٥٨ - ٢٦٢).
(٣) ينظر: «تيسير العزيز الحميد» (ص ٦٦ - ٦٩)، و«فتح المجيد» (١/ ١٣٧ - ١٤٣).

1 / 67