219

أبو أمه حي أبوه يقاربه تقديره: وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملكا أبو أمه أبوه، ففصل بين المبتدأ والخبر الذي هو أبو أمه (أبوه) باسم ما الذي هو حي، وفصل بين حي وصفته الذي هو يقاربه بخبر المبتدأ الذي هو أبوه.

وقول الآخر:

لها مقلتا أدماء طل خميلة

من الوحش ما تنفك ترعى عرارها

فتقديره: لها مقلتا أدماء من الوحش ما تنفك ترعى خصيلة طل عرارها. ففصل بين طل ومفعولها بتنفك واسمها وخبرها وبالمجرور، وقدم طل على خميلة وهو من صفتها. ومثله أيضا:

وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم

من الناس ذنبا جاءه وهو مسلما

تقديره: وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم من الناس مسلما ذنبا جاءه وهو تقدم الضمير وهو ما يعود عليه وهو مسلم المتأخر. ومنه أيضا:

هيهات قد سفهت أمية رأيها

فاستجهلت حلماؤها سفهاؤها

حرب تردد بينهم بتشاجر

قد كفرت آباؤها أبناؤها

أي لبست الدروع، ففصل بين المبدل منه وهو أمية والبدل وهو حلماؤها بالجملة التي هي فاستجهلت، وفصل بين الفعل وهو استجهلت وفاعله وهو سفهاؤها بالبدل وهو حلماؤها. وفصل بين المصدر وهو بتشاجر وفاعله وهو أبناؤها بالجملة التي هي قد كفرت آباؤها.

وحمل ثعلب هذين البيتين على غير التقديم والتأخير، فجعل حلماؤها سفهاؤها مبتدأ وخبرا، أي حلماؤها مثل سفهائها في الجهل، وجعل آباؤها أبناؤها كذلك، كأنه قال: آباؤها مثل آبنائها في التكفير. ومنه:

فأصبحت بعد خط بهجتها

كأن قفرا رسومها قلما

تقديره: فأصبحت قفرا بعد بهجتها كأن قلما خط رسومها. ففصل بين بعد وبين ما أضيف إليه بالفعل، وفصل بين خط وبين مفعوله بكأن والمضاف إليه «بعد» وخبر أصبح، وفصل كأن واسمها بمفعول خط وخبر أصبح، وقدم خط على قلما وهو من صفته، ومثله:

متقلدا لأبيه كانت عنده

Bogga 219