قوله: «كلهم من الأنصار»: الأوس والخزرج أربعة من الخزرج واثنان من الأوس، روى قتادة عن أنس قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقالت: الأوس منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر، ومنا الذي حمته الدبر عاصم بن ثابت، ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن معاذ، ومنا من أجيزت شهادته رجلين خزيمة بن ثابت، فقالت الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، كذا وقع في هذه الرواية والواضح أن يقولوا أبو أيوب مكان أبي زيد فإن أبا أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة أحد بني النجار وهم من الخزرج، وأما أبو زيد الجامع للقرآن فهو سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن <01/21> الأوس فهو من الأوس لا من الخزرج، قال الواقدي: سعد بن عبيد بن النعمان هو أبو زيد الذي يقال له: سعد القارئ، يكنى أبا عمير بابنه عمير بن سعد، وابنه هذا هو الذي كان واليا لعمر على بعض الشام، قال: وقتل أبو زيد سعد بن عمير يوم القادسية مع سعد بن أبي وقاص، وهو ابن أربع وستين سنة وقيل: إن الجامع للقرآن أبو زيد هو ثابت بن زيد الأنصاري، نقل ذلك عن يحي بن معين، قال: أبو عمر: لا أعلم غيره، وعلى هذا القول فيكون ما رواه قتادة عن أنس موافقا لهذا القول؛ لأن ثابت بن زيد من الخزرج، لكن الأول عندي أصح ويحتمل أن يكون كلاهما جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: من الجامعين أيضا قيس بن السكن، وقالت طائفة منهم: محمد بن نمير، وقال: محمد ابن كعب جمع القرآن في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب وأبو أيوب وأبو الدرداء، وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، وأما عثمان فهو من الأوس، وهو عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي يكنى أبا عمر وقيل أبا عبد الله شهد أحدا والمشاهد بعدها واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مساحة سواد العراق واستعمله علي على البصرة فبقي عليها إلى أن قدمها طلحة والزبير مع عائشة في نوبة وقعة الجمل فأخرجوه منها ثم قدم علي إليها فكانت وقعة الجمل فلما ظفر بهم علي استعمل على البصرة عبد الله بن عباس وسكن عثمان بن حنيف بالكوفة وبقي إلى زمان معاوية.
قوله: «السور المعدودات»: أشار بذلك إلى القلة على حد قوله تعالى: {دراهم معدودة}[يوسف: 20]، والمعنى أنها لقلتها تحصر بالعد، كانت العرب تستعمل ذلك لقلة توغلهم في الأعداد ولأن الكثير عندهم موزون والقليل معدود.
قوله: «السورة والسورتين»: لعل المراد بذلك ما فوق الفاتحة؛ لأن الصلاة دونها خداج كما سيأتي، وقد أمرنا بقراءة ما تيسر من القرآن وذلك فوق الفاتحة في الصلوات المخصوصة والله أعلم.
<01/22> ما جاء في فضل {قل هو الله أحد}.
قوله: «أن رجلا سمع رجلا ... الخ»: اسم القارئ قتادة بن النعمان، قال ابن حجر: رواه ابن وهب عن أبي لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: وأما السامع فلم يسم، وقال في موضع: لعله أبو سعيد راوي الحديث؛ لأنه أخوه لأمه وكانا متجاورين وبذلك جزم ابن عبد البر فكأنه أبهم نفسه وأخاه.
قوله: «أحد»: أي: فرد في ذاته وصفاته لا يتجزأ.
قوله: «الصمد»:أي: المصمود إليه في الحوائج بمعنى، أنه لا يقصد في قضائها إلا هو، وقيل الصمد: هو الذي لا جوف له.
Bogga 17