قال جالينوس: إن كلام أبقراط في هذا الموضع هو في «الألوان» الخارجة من الأمر الطبيعي الذي يكون في البدن كله وليس في جميع الألوان لكن فيما يكون منها بسبب ضعف «الكبد» «والطحال». وهذا القول من أصح الأقاويل وإن كنت ممن قد نصب نفسه لعمل الطب بحرص واجتهاد ثم امتحنت هذا القول عجبت من صحته. وذلك أنك تجد الأبدان متى ضعفت الكبد ربما اصفرت كما قال أبقراط في موضع آخر وربما وجدتها تضرب إلى البياض والصفرة على نحو ما وصف في هذا الكلام الحاضر «مثل لون فولوخارس». فإن لون هذا الرجل فيما ذكر لم يكن أصفر مفردا لكن كان يخالط صفرته بياض.
وذكر «الخضرة» واشتق اسمها من لون الخضر من العشب وغيره وليس كل الخضر لكن ما كان منها قد غلبت عليه الرطوبة حتى مال إلى الصفرة وزال عنه لونه الطبيعي الذي هو الأخضر المحض. وإنما ذكر هذا اللون لأن لون البدن كله يصير بهذه الحال متى كانت الكبد عليلة. فأما متى كان «الطحال» عليلا فإن اللون يكون أميل إلى «السواد».
Bogga 198