فتكون المشاركة والمضادة بين الأعضاء صنفين أحدهما في الوجود والآخر في المقدار. أما الأعضاء التي بينها مشاركة في الوجود فمثل المحاسن من الديك والصيصية فإنه ليس يوجد واحد منها في إناث جنسه والأخرى لا توجد في غيره من أجناس الحيوان. فقد تبين أن هذه الأعضاء يوجد بعضها مع بعض ويبطل بعضها مع بعض والصيصية أيضا والمحاسن من الديك تحدثان مع الخصى وتبطلان معها ومتى خصي الديك صار بمنزلة الدجاجة لأنه لا ينبت له صياص قوية ولا لحية ولا عرف.
وهذا أمر يعم جميع الحيوان أعني أن الذكر دائما إذا خصي يشبه الأنثى حتى إن كانت الأنثى في ذلك الجنس أعظم قرنين من الذكر صار قرنا الذكر إذا خصي أعظم وإن كان قرنا الأنثى في ذلك الجنس أصغر فإن الذكر إذا خصي صغر قرناه. وكذلك العرف والذنب يصغران في الذكر دائما إذا خصي بمثل حالها في إناث ذلك الجنس. والصدر أيضا في الذكورة أعظم وفي الإناث أصغر وكذلك حاله فيما خصي من الذكورة. وأما في الناس فإن اللحية أيضا تبطل ببطلان الأنثيين وعلى ضد ذلك حال شعر الرأس فيمن يخصى. وذلك أن شعر الرأس ينبت ببطلان الأنثيين حتى لا نكاد نجد خصيا أصلع.
Bogga 178