قال جالينوس: إن جملة هذا القول قد قاله أبقراط فيما تقدم عندما قال: «إن أفضل الخروج ما كان من المواضع العالية إلى أقصى موضع من المواضع السفلية». فإنه إن كان ذلك أفضل الخروج فواجب أن يكون ما كان بالقرب رديئا.
[chapter 33]
قال أبقراط: الرعاف الكثير في أكثر الحالات تكون به السلامة ومن ذلك أمر إيراغورس الذي لم يعرفه الأطباء.
قال جالينوس: يقول إن كثيرا من الأمراض إذا كان فيها «رعاف كثير» قوي كان ذلك البرء منها. ثم إن أبقراط وصف في ذلك مثالا فذكر ما عرض لإيراغورس فإنه عرض له رعاف كثير قوي حتى خاف الأطباء عليه منه ويشبه أن يكونوا راموا قطع الدم قبل الوقت الذي ينبغي. ومن البين أن الحميات التي معها حرارة قوية في أبدان الشباب تحدث في الدم شبيها بالغليان فإذا كان ذلك ارتفع إلى الرأس وكثر في العروق التي فيه فمددها فإما أن ينصدع منها شيء وإما أن ينفتح بعض أفواهها. ومما يعين على ذلك أن الدم إذا سخن عند هذه من الحال انحل وتولدت فيه ريح وإذا كان ذلك في العروق حدث الرعاف.
[chapter 34]
قال أبقراط: الخشونة التي تكون في الصوت أو في اللسان أو في غيرهما من جميع ما يخشن بسبب الأمراض التي تكون معها صلابة هي بمنزلة الخشونة التي تكون بالطبع. فأما ما كان لينا فهو أبطأ قبولا لعدم الملاسة وإن الطبيعة الأولى لعظيمة النفع.
Bogga 162