425

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Noocyada

والأمر فيها عندي أنه إنما ألحق تلك الأقاويل في كتب أبقراط بعض أهل الخبث وهو يريد أن يفضح بها أولائك السوفسطائيين الأشقياء ويهتكهم ويبين جهلهم كما فعل رجل من أهل دهرنا يقال له لوقيانوس فإنه افتعل كتابا ألف فيه كلاما غامضا ليس يحويه معنى أصلا ونسبه إلى إيراقليطس ودفعه إلى قوم وأتوا به رجلا فيلسوفا مقبول القول مصدقا موثوقا به عند الناس فسألوه تفسيره وشرحه لهم فلم يفطن ذلك البائس أنهم إنما قصدوا سخريته به فجعل يأتي بتأويلات في ذلك الكلام وهو عند نفسه في غاية الحذق فافتضح بذلك. وقد افتعل لوقيانوس هذا أقاويل أخرجها مخرج الوحي ليس تحتها معنى ورسمها إلى قوم من النحويين فتأولوها وفسروها فافتضحوا بها. ولذلك لم يكن من رأى أن يكتب في شيء من هذه الأقاويل تفسيرا إلا أن أصحابي أنحوا علي فاضطروني إلى أن ساعدتهم وأتيتهم إلى ما سألوني.

Bogga 942